كتاب خير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام

ولهج الناس بتخطئته، منهم: الحريري (167) والزبيدي (168) ، وابن هشام (169) حيث قال: لا أعلم أحداً من أئمة اللغة ذكر أنّها بمعنى الجميع إلاّ صاحب الصحاح، وهو وَهْمٌ.
ونقل (5 أ) المولى حسن (170) جلبي روَّح الله روحه عن بعض أئمة اللغة في (حاشية التلويج) أنّه بمعنى الجميع، ثم قال: والحقّ أنّ كِلا المعنيين ثابتٌ لغةً.
وفي القاموس (171) : والسائرُ الباقي لا الجميعُ كما تَوَهّمَ جماعاتٌ، أو قد يُسْتَعْمَلُ له، ومنه قولُ الأحوص (172) : شعر
(فَجَلَتْها لنا لُبابَةُ لمّا ... وَقَذَ النومُ سائِرَ الحُرَّاسِ)
قال الإمام أبو منصور الجواليقي (173) : يقولون: ستي. والصواب: سيدتي.
قال الجوزي (174) : العامة تقول: نحن في سِعَةٍ، بكسر السين. والصواب فتحها.
__________
(167) درة الغواص 3.
(168) تصحيح التصحيف 180 وقد أخل به أصل كتابه. وينظر أيضاً: تقويم اللسان 142.
(169) شرح قصيدة بانت سعاد 33. وابن هشام هو عبد الله بن يوسف الأنصاري، له مؤلفات كثيرة، ت 761 هـ. (طبقات الشافعية 6 / 33، الدرر الكامنة 2 / 415. حسن المحاضرة 1 / 536) .
(170) هو حسن جلبي بن محمد شاه الحنفي، ت 879 هـ. (الشقائق النعمانية 114، شذرات الذهب 7 / 324، هدية العارفين 1 / 288 وفيه أنه توفي سنة 886 هـ) . والتلويح، الذي كتب عليه حاشية، للتفتازاني.
(171) القاموس المحيط 2 / 43.
(172) شعره: 111. والأحوص هو عبد الله بن محمد الأنصاري، أموي، ت 105 هـ (طبقات ابن سلام 96، الشعر والشعراء 518، الأغاني 4 / 224) .
(173) تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامة 29. وينظر تقويم اللسان 143. والجواليقي هو موهوب بن حمد، صاحب المعرب وشرح أدب الكاتب، ت 540 هـ. (نزهة الألباء 396، معجم الأدباء 19 / 205، إنباه الرواة 3 / 335) .
(174) تقويم اللسان 138. وينظر: التكملة 48.

الصفحة 35