كتاب خير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام

أقول: يقولون: فلان نِيسابوري، بكسر النون. والصواب فتحها. كذا ذكره ابن خلكان (383) ، وقال: إنّما قيل لها نيسابور لأنّ سابور ذا الأكتاف، أحد ملوك الفرس، لمّا وصل إلى مكانها أعجبه، وكان مقصبةً، فأمر بقطع القصب، وبَنَى المدينة. فقيل: نَي سابور، ونَي: القصب، بالعجمي.
ومن أغلاطهم الفاضحة قولهم: نزول، لما يُهَيّأُ للأمير والضيف. وإنّما هو (نُزُل) بضمتين بدون الواو (384) .
ويشبه ذلك زيادتهم الياء في (نقريس) ، وإنما هو (نِقْرِس) بكسر النون وسكون القاف وكسر الراء وبعدها سين مهملة (385) .
والناس مضطربون في لفظ (النزلة) ، فبعضهم يقول نازِلة. والصواب: نَزْلَة، بفتح النون وسكون الزاي بدون الألف (386) .
ومن أوهامهم (9 ب) الفاضحة قولهم: عِرْقُ النِساء، للمرض المعروف، يكسرون النون ويمدون الألف. والصواب فتحها وقصر الألف (387) . ذكره الجوهري (388) وصاحب القاموس (389) .
ومنها ضَمُّ النون من (النُكات) في جمع نُكْتَة (390) . والصواب كسرها. أو حذف الألف (391) .
__________
(383) وفيات الأعيان 1 / 80.
(384) التنبيه 35.
(385) التنبيه 36.
(386) التنبيه 36. وفي الأصل: فبعضهم يقولون.
(387) التنبيه 37.
(388) الصحاح (نسا) وفيه: (قال ابن السكيت: هو عرق النسا. قال: وقال الأصمعي: هو النسا، ولا تقل: هو عرق النسا) (389) القاموس المحيط 4 / 395 وفيه: النسا عرق من الورك إلى الكعب. الزجاج: لا تقل: عرق النسا، لأن الشيء لا يضاف إلى نفسه.
(390) التنبيه 37.
(391) أي: نكت، بضم النون وفتح الكاف.

الصفحة 59