كتاب إسفار الفصيح

إن تلك وتيك اسمان للبعيدة المشار إليها، فليس قولهم شيئا يصح، لأن الله تعالى قد قال: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} فأشار إلى العصا، وخاطب موسى عليه السلام، ولا يكون شيء أقرب مما هو في اليد، وهذا بين واضح"1.
وكان يناقش أقوال العلماء ويوجهها، ويختار ما يراه صوابا منها، كقوله: "والعامة تقول: "رأس العين، فتزيد فيه الألف واللام، وأنكر أهل العلم بالنحو واللغة ذلك، وقالوا: لا يجوز ذلك، لأنه ههنا اسم علم معرفة لموضع بعينه، فلا بجوز تعريفه بالألف واللام ... قال أبو سهل: والذي أراه أن رأس العين اسمان جعلا اسما واحدا، فلا يدخلون في الثاني منهما الألف واللام، كما لم يدخلوهما في بعل بك، وقالي قلا، ورام هرمز، وأشباهها"2.
وقوله: "وأما وجه قول الفراء في كسر النون فكأنه أراد تثنية شت، وهو المتفرق، ويجوز أن يكون كسرها على أصل التقاء الساكنين"3.
وقوله: "وقال الجبان: شطب السيف وشطبه: طرائقه. قال: وقيل: فرنده، وقيل: حده الذي يضرب به.... قال أبو سهل: والصحيح من هذه الوجوه أنها الطرائق لا غير"4.
__________
1 ص 852.
2 ص 893.
3 ص 823.
4 ص 839.

الصفحة 145