كتاب إسفار الفصيح

الحمداني، ممدوح أبي الطيب المتنبي الذي لازمه سنين طويلة يسجل ويصور ملاحمه الحربية ضد الروم البيزنطيين1. وظلت هذه الدولة تخوض حروبا مستمرة ومضنية ضد هؤلاء البيزنطيين، ثم الفاطميين إلى أن استسلمت لهؤلاء الآخرين سنة 406هـ2.
وظل الحكم في مصر وشمال أفريقيا وأجزاء من بلاد الشام بيد الدولة الفاطمية، الدولة الشيعية الباطنية التي ناصبت الدولة العباسية العداء مذهبيا وعسكريا3. وكان ظهور هذه الدولة في سجلماسة ببلاد المغرب على يد أبي عبد الله الشيعي عبيد الله المهدي سنة 296هـ4، ووسعت من نفوذها فاستولت على مصر سنة 358هـ بقيادة جوهر الصقلي5، وبلغت ذروة مجدها وقوتها على يد العزيز بالله (365- 386هـ) والحاكم بأمر الله (386- 411هـ) 6. واستمر نفوذ هذه الدولة بين مد وجزر حتى انتهت على يد صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله – سنة 567هـ7.
__________
1 تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف 6/505، وأبو الطيب المتنبي في مصر والعراقين 70.
2 تاريخ العرب 2/549، والتاريخ الإسلامي 6/177.
3 الدولة الفاطمية والدولة العباسية 37-59.
4 الكامل لابن الأثير 6/128-133، ووفيات الأعيان 2/192، واتعاظ الحنفاء 1/55.
5 الكامل لابن الأثير 7/30، ووفيات الأعيان 1/375، واتعاظ الحنفاء 1/97، والنجوم الزاهرة 4/28.
6 تاريخ الدولة الفاطمية 156-157.
7 الروضتين 1/200، واتعاظ الحنفاء 3/324.

الصفحة 60