قال السخاوي: إنما استدركَ -رحمه الله- جَرْيًا على عادتنا في التأدُّب وتواضُعًا، وإلا فقراءته -أيضًا- كانت كذلك، وهكذا كان دأبه: هضْم نفسِه على جاري عادة أهل العلمِ والدين (1) .
- قراءة ((مسلم)) في خمسة مجالس.
قال الحافظ في ((المجمع المؤسِّس)) (2) في ترجمة محمد بن محمد ابن عبد اللطيف بن الكُوَيْك ت (821) : ((وقرأتُ عليه ((صحيح مسلم)) في خمسة مجالس)) اهـ.
وقال في ((إنباء الغمر)) (3) : ((وقرأتُ عليه كثيرًا من المرويَّات بالإجازة والسماع، من ذلك ((صحيح مسلم)) في أربعة مجالس سِوى مجلس الخَتْم)) اهـ.
وفَصَّل السخاوي صِفة القراءة ووقتها فقال (4) : وقرأ ((صحيح مسلم)) ... في أربعة مجالس سِوى مجلس الخَتْم (5) ، وذلك في نحو
__________
(1) ثم ذكر حادثة تدلُّ على ما ذكر، فلتراجع.
(2) (2/ 478) ، وانظر: ((ذيل التقييد)) : (2/ 119) ، و ((عنوان الزمان)) : (ق/ 23 أ- كوبريلي) للبقاعي.
(3) (7/ 342) .
(4) ((الجواهر والدرر)) : (1/ 103) .
(5) لطيفة: ذكر السخاوي -في الكتاب المتقدَّم- لطيفةً وقعت يوم الختم -ملخّصها-: أن الضابط للقراءة التمس من الحافظ ابن حجر -وهو القارىء- أن يُعِيد بعض القراءة من أول الكتاب (لعله لِفَوْت وقع لبعضهم) فأجابه وشرع في القراءة. فكلما رام الوقوف، يقول له الضابط: وأيضًا ... وهو يقرأ -وقد تعب- إلى أن مرَّ بقوله في الحديث: ((والله لا أزيد على هذا ولا أنقص)) ، =