كتاب نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر = الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام (اسم الجزء: 4)

إذا أصبحت أمست تحد لسانها تفتق درع الليل من طلعة البدر
قصير سناها قد محى آية الدجى فصار نهاراً أبيضاً ساطع الفجر
تمد لساناً طائلاً غير ناطق ومن غير أجفان مدامعها تجري
وجلبابها يحكي لجيناً بياضه وأحشاؤها أزرت على لهب الجمر
إذا أجمعت تسمع بتصحيفه ولا ت حين مناص جاء في محكم الذكر
فدونك لغزاً واضحاً قد شرحته وبينته لكن بنوع من الستر
ومن بدائع قوله:
قم يا نديم فذا الصباح قد انفلق ومحى بأية نوره ظلم الغسق
قرب صبوحك فالزمان مساعد وأدر بروقه حكت لون الشفق
قامت سقاة كؤوسها في خضرة والمسك والكافور فيها قد عبق
قمر يدير الشمس في كأساته وبثغره مثل المدامة بل أرق
قد تحاكي السمهري ومقلة كالسيف واللحظ السهام إذا رشق
قوس الحواجب موتر لقتالنا ولذا قلوب العاشقين غدت درق
قلق الوشاح بخصره وتراه قد صمتت خلاخله ودملجه نطق
قرت نواظر عاشقيه بحبه لكن من الصد المبرح في أرق
قرأ المحب على صحيفة خده هذا لعمر الله أحسن من خلق
قد كنت همت بحسنه وجماله إذ كان جفن شبيبتي فيه رمق
قضيت أيامي سدى وسبهللا ترك الخلاعة والصبابة بي أحق
قد آن أن أثنى العنان عن الهوى وأعود عنه عود عبد قد أبق
قدم المشيب فكان أبلغ زاجر ومضى الشباب كأنه طيف طرق
توفي ليلة الثلاثاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة تسع وثمانين وتسعمائة ببلدة أحمد آباد فدفن بها،
كما في النور السافر.
الشيخ عبد الملك الكالبوي
الشيخ الفاضل عبد الملك بن إبراهيم الكالبوي، كان من أفاضل المشهورين في زمانه، صرف عمره
في الدرس والإفادة، ذكره المندوي في كلزار أبرار قال: إنه درس إلى يوم وفاته، مات في عهد
همايون شاه التيموري، وقبره بكالبي خارج الروضة.
الشيخ عبد الملك الباني بتي
الشيخ الفاضل العلامة عبد الملك بن عبد الغفور الحنفي الباتي بتي المشهور بالشيخ أمان الله، كان
من كبار العلماء والمشايخ، قرأ بعض الكتب الدرسية على أبيه الشيخ عبد الغفور، وبعضها على
الشيخ محمد بن الحسن العباسي الجونبوري ثم الدهلوي وأخذ عنه الطريقة، ثم لازم الشيخ مودود
اللاري وقرأ عليه فصوص الحكم لابن عربي، ثم تصدر للتدريس.
وكان على مذهب الشيخ محيي الدين ابن عربي في التوحيد، وله رسالة في إثبات الأحدية، وله مرآة
الحقيقة، وله شرح بسيط على اللوائح للعارف الجامي، وله غير ذلك من الرسائل.
ومن مختاراته في التوحيد أن الواجب تعالى وتقدس وراء الممكنات، ولكن المغائرة بحسب الحقيقة
لا يمكن، فلا بد أن يكون بحسب التعين والتقيد، فلا جرم أن يكون له سبحانه وتعالى تعين، ولأفراد
العالم

الصفحة 378