كتاب نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر = الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام (اسم الجزء: 7)
من بلدة هرات قدم الهند في صباه وقرأ العلم ببلدة بيشاور ومحمد بور من بلاد بنجاب ثم دخل
دهلي وأخذ المنطق والحكمة عن الشيخ فضل إمام الخير آبادي، وقرأ عليه الأفق المبين للسيد باقر
داماد، ثم سكن بدهلي ودرس وأفاد بها مدة حياته، أخذ عنه السيد نذير حسين المحدث وقرأ عليه سلم
العلوم وشرحه لحمد الله وللقاضي وشرح المطالع. مات وله اثنتان وسبعون سنة ببلدة دهلي، كما في
تذكرة النبلاء.
المفتي جمال الدين السورتي
الشيخ الفاضل المفتي جمال الدين بن عبد الله بن صابر الهاشمي الحنفي السورتي أحد العلماء
المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بمدينة سورت وتفقه على والده، وولي الإفتاء والقضاء بعده،
فاستقل به مدة، ثم اعتزل عنه، وعمر أوقاته بالإفادة، والعبادة.
مات لثلاث عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة ست وأربعين ومائتين وألف، كما في حقيقة
سورت.
الشيخ جمال الدين اللكهنوي
الشيخ الفاضل جمال الدين بن علاء الدين بن أنوار الحق الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية،
ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على عمه نور الحق، ثم رحل إلى مدراس وولي التدريس في المدرسة
الوالاجاهية مقام والده ونال منزلة أبيه، وكان شديد الرغبة في المباحثة، شديد التعصب على من
خالفه، طويل اللسان بالتكفير والتضليل، كان يكفر الشيخ إسماعيل ابن عبد الغني الدهلوي على ما
نسب إليه من عبارة في كتابه تقوية الإيمان يستدلون بها على إساءة أدبه في مقام النبوة، أعاذنا الله
منها، والحق أن الشيخ ساحته بريئة من هذا القبيح، وقد أفرط الجمال في ذلك، فكان يكفر من
يستحسن تقوية الإيمان فضلاً عن مصنفه، حتى نال منه السيد محمد علي الواعظ أحد أصحاب سيدنا
أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي أذى كثيراً ببلدة مدراس.
مات لثمان خلون من ربيع الثاني سنة ست وسبعين ومائتين وألف بمدراس فدفن في المقبرة
الوالاجاهية، كما في الأغصان الأربعة.
المنشي جمال الدين الدهلوي
الشيخ الصالح جمال الدين بن وحيد الدين بن محي الدين بن حسام الدين الصديقي الكوتانوي
الدهلوي ترجمان الحديث والقرآن وحسنة من حسنات الزمان، كان من نسل الفقيه المشهور قاسم بن
محمد بن أبي بكر رضي الله عنه، ولد بكوتانه على ثلاثين ميلاً من دهلي سنة سبع عشرة ومائتين
وألف ونشأ بها، ثم سافر إلى دهلي، وقرأ العلم على مولانا مملوك العلي النانوتوي والشيخ يعقوب بن
أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز وصنوه الكبير إسحاق بن أفضل، واستفاض عن العلامة رفيع
الدين وصنوه الكبير عبد العزيز بن ولي الله والشيخ غلام علي فيوضاً كثيرة، ولازم الشيخ محمد
آفاق النقشبندي وبايعه، وأخذ عنه الطريقة، ثم نكث البيعة، ثم لازم الشيخ يعقوب المذكور مدة من
الزمان، ثم ساقه سائق القدر إلى بهوبال المحروسة وله ثلاثون سنة، فتزوجت به سكندر بيكم ملكة
بهوبال وجعلته مداراً لمهمات الدولة سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، فناب عنها وعن ابنتها
شاهجهان بيكم مدة عمره.
وكان حليماً، جواداً، متواضعاً كثير العبادة والخير، والحظ، ذا صدق وإخلاص وتوجه وعرفان، لم
يزل مشتغلاً بتدريس القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتربية الأيتام والضعفاء، وتزويج
الأيامى، وتجهيز البنات، وإشاعة السنة، ونشر القرآن، يتلو ويدرس، ويأخذ المصاحف بألوف من
النقود، ويقسمها على مستحقيها.
ومن آثاره الباقية: أنه أمر بطبع التفسير الرحماني في أربع مجلدات للشيخ علي بن أحمد المهائممي
وحجة الله البالغة وإزالة الخفاء كلاهما للشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، وكتباً أخرى بنفقته
في مصر القاهرة والهند، وقسمها على مستحقيها، ومن آثاره: إنه صرف مالاً خطيراً على تصنيف
تفسير القرآن في اللغة التركية، وتفسير في اللغة الأفغانية ثم أمر بطبعهما على نفقته ثم نشرهما في
تركستان وأفغانستان والبلاد الرومية.