كتاب نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر = الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام (اسم الجزء: 7)
صاحب الفتوحات وأجازه بحق إجازته في المنام
عن الشيخ محب الله الإله آبادي والشيخ محي الدين محمد بن علي ابن عربي صاحب الفتوحات
وجعله صاحب سره، فتولى الشياخة بعده.
وكان شيخاً جليلاً وقوراً، عظيم المنزلة عند الأمراء، يدرس الفصوص والفتوحات، له مصنفات
عديدة، منها: لطائف أكبري على منوال لطائف أشرفي، جمع فيه ملفوظات شيخه.
مات سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، كما في الانتصاح.
السيد حسن بن أحمد علي البريلوي
الشاب الصالح المجاهد حسن بن أحمد علي بن عبد السبحان بن عثمان الشريف الحسني النصير
آبادي البريلوي المشهور بحسن مثنى والملقب بسيد موسى كان من رجال العلم والفتوة، ولد ونشأ
بعفة وصلاح، وأخذ عن خال والده السيد الشريف أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ولازمه وسافر
معه إلى بلاد ثغور الهند، فجاهد في سبيل الله معه وجرح في معركة مايار قريب مردان وحمل
جريحاً، وهو صابر محتسب يحمد الله على هذه السعادة.
مات على إثر ذلك وهو يومئذ شاب لم يبلغ العشرين، وكان ذلك في شهر رجب سنة ست وأربعين
ومائتين وألف.
السيد حسن بن دلدار علي النصير آبادي
الشيخ الفاضل حسن بن دلدار علي بن محمد معين الحسني النقوي الشيعي النصير آبادي ثم
اللكهنوي أحد العلماء المذكرين، ولد ببلدة لكهنؤ لتسع بقين من ذي القعدة سنة خمس ومائتين وألف،
واشتغل بالعلم على والده زماناً، ثم قرأ على صنوه الكبير محمد بن دلدار علي، وبرع في كثير من
العلوم والفنون، وكان حليماً متواضعاً محسناً إلى الناس.
له تعليقات على تحرير الأقليدس ورسالة في تحقيق التعليق بمشيئة الله سبحانه ورسالة في أحكام
الموتى، ورسالة في القراءة، ورسالة في تذكرة الشيوخ والشبان في المواعظ، وكتاب مبسوط في
أصول الدين بالهندي.
مات لإحدى عشرة خلون من شوال سنة ستين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، وله أربع وخمسون سنة،
كما في تذكرة العلماء، وفي نجوم السماء: أنه مات سنة سبعين ومائتين وألف وله أربع وستون سنة.
مرزا حسن بخش العظيم آبادي
الشيخ الفاضل حسن بخش الشيعي العظيم آبادي أحد كبار العلماء، قرأ العلم على السيد حسين بن
دلدار علي النصير آبادي، وتفقه عليه، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار ورحل إلى
كربلاء ولازم الشيخ كاظم الرشتي واختار طريقته غير المرضية عند عامة الشيعة، ورجع إلى الهند
سنة اثنتين وخمسين مائتين وألف، فدخل لكهنؤ، وأقام بها مدة طويلة، وأشاع طريقة شيخه الرشتي،
وصنف الرسائل في تاييد مذهبه نحو كشف الظلام وترجمة حياة النفس وقصر مواعظه على مذهب
الرشتي، فأنكر أستاذه حسين بن دلدار علي وبذل جهده في إصلاحه، وصنف الإفادات الحسينية في
الرد على الرشتي، وقال في مفتح كتابه: ومن غريب ما اتفق أن بعض أفاضل الطلبة ممن قرأ علي
دهراً طويلاً ووثقت به وواسيته لأنه سلك مسلكاً رضياً وما هو أحسن سبيلاً، سافر إلى حج بيت الله
الحرام ثم إلى مشاهد أئمة العراق - عليهم ألف تحية وسلام - فوصل إلى خدمة العلماء الحائر
المنيف ونظر إلى معركة عظمى بين الوضيع والشريف وأدرك بها الفاضل الرشتي فألفاه بزعمه
عالي الكعب في العلوم، فأحسن الظن به وبقي في صحبته واستفاد من خدمته ما أفساد عليه من
عقيدته، ثم رجع إلينا وقد رشح في قلبه الباطل، فأخذ في تأليف بعض الرسائل، منها: رسالة في
وجوب صلاة الجمعة تكلم فيها على طريقة المتفقهين، ومنها رسالة: تكلم فيها في أصول الدين قد
أكثر الطعن فيها على المتكلمين سماها بكشف الظلام وإن هو إلا إمحاق حق وإظلام ظلام وكشف ما
كتموه من الأوهام، ثم استجازني فطويت عنه كشحاً وأعرضت وجهي عنه صفحاً وعرض لي
التأسف وأخذني التلهف على ما أحدث في الإسلام والتبس