كتاب نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر = الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام (اسم الجزء: 7)
على الأنام سيما هذا الذي كان من خلاني
الكرام وكنت أحسبه من أولي الأفهام فنبهته فلم ينتبه، وظن أن العلماء الكرام في كل بلد ومقام لا
يدركون دقائق ما حققه هؤلاء الذين زعمهم من أصحاب الأسرار لكلام الإمام عليه السلام، وأخذ في
تجهيل الأعلام وبسط بساط الوعظ وترغيب الأنام إلى المشايخ الذين حسبهم من الكرام وإذا كانوا في
زي التشيع ومكارم الأخلاق فمالت إليهم طبائع المؤمنين في الآفاق، انتهى بلفظه.
وللمرزا حسن بخش رسالة في وجوب صلاة الجمعة ورسالة في الصيام وله رسائل أخرى، وهو
سافر إلى العراق مرة أخرى، فلما وصل إلى إله آباد.
مات بها في رمضان سنة ستين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي.
الحكيم حسن بخش الدهلوي
الشيخ الفاضل حسن بخش الحكيم الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الطب والفنون الرياضية، كان
يدرس ويفيد بمدينة دهلي، انتفع به جمع كثير، وكان غاية في الذكاء والفطنة وسرعة الخاطر وقوة
الحفظ، وكان يحفظ عبارات من الكتب ويقرؤها عن ظهر قلبه، كما يقرأ القرآن الكريم، قربه إليه
نواب فيض محمد خان الجهجهري، ولما مات الجهجهري قربه إليه مرزا فخر الدين بن بهادر شاه
الدهلوي فلازمه مدة حياته، كما في آثار الصناديد.
الشيخ حسن علي بن حاجي شاه اللكهنوي
الشيخ الفاضل العلامة حسن علي بن حاجي شاه اللكهنوي المشهور باللندني لطول لبثه بمدينة لندن،
ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى انكلترا، ولبث بها اثنتي عشرة سنة،
يسترزق بها بتعليم أهلها، وتزوج بها بمغربية من أهل لندن، ورجع إلى الهند، مع صاحبته فدخل
لكهنؤ في عهد غازي الدين حيدر اللكهنوي، وشفع له السفير الانكليزي لمكانة زوجته، فوظفه غازي
الدين المذكور بثلاثمائة من النقود في كل شهر، ثم لما علمت قرينته المغربية أن له زوجاً أخرى في
لكهنؤ تزوج بها قبل رحلته إلى لندن انحازت عنه، وسافرت إلى إنكلترا، فوظف له مائة ربية، ثم
استخدمه فضل علي خان الدهلوي الوزير في عهد محمد علي شاه، وجعله واسطة بينه وبين السفير
الإنكليزي، وولاه السفارة أمجد علي شاه، فاستقل بها إلى آخر الدولة، ولما عزل واجد علي شاه
ورحل إلى كلكته سافر معه إلى كانبور ثم رجع إلى لكهنؤ لكبر سنه ومات بها، كما في قيصر
التواريخ.
وسماه الشيخ أحمد بن محمد الشرواني في بحر النفائس بالسيد حسين اللندني وبعضهم بمحمد حسين،
والصواب ما نقلناه عن قيصر التواريخ، قال الشيخ أحمد المذكور: إنه كان من أفاضل الديار الهندية
وأبناء العصر وكان قد سافر إلى لندن جزيرة الانكليس من النصارى وهي المعروفة عندنا بالإنجريز
وغيرها من بلاد الإفرنج - خذلهم الله - وشاهد من عجائبهم أشياء كثيرة وتعلم الله الإنكليزية فمهر
فيها، اطلعت على رسالة له بالعربية لا تخلو من غريبة وفائدة إلى بعض أحبائه بعد إيابه من لندن،
انتهى.
ثم نقل الشرواني بعض عباراته من تلك الرسالة وإني اطلعت على تلك الرسالة كلها، وهي عزيزة
الوجود واطلعت على رسائله التي بعثها إلى الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي وأجوبة
الشيخ عبد العزيز المذكور إليه في مجموع لطيف، كلها تدل على براعته في الإنشاء والترسل.
ومن فوائده
فليعلم أن أرض الإفرنج أرض واسعة جداً تنقطع إلى المحيط الغربي وتتصل بأقاصي الشمال وفي
شرقها بلاد اليونان والروم وفي جنوبها الخليج الأعظم المسمى بخليج المغرب، والخليج شعبة عظيمة
من البحر داخلة في الأرض، وهذا الخليج هو الفاصل بين ممالك الروم والإفرنج وبين أرض مصر
وبلاد البربر المشهورة بأرض المغرب التي يملكها المسلمون إلى زماننا هذا، وسلطانهم من السادات
العلوية، ثم إن أرض الإفرنج تسكنها أمم عظيمة قديمة تختلف لغات الأكثر منهم أشد الاختلاف، وهم
زهاء أربع عشرة طائفة، لكل منها سلطان كالإنكليس والفرانسيس والألمان والولنديز والأسبانيون
والبرتكيس والدينمارك والروس والسويد والبروس والإيتاليان، وملتهم قاطبة