كتاب نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر = الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام (اسم الجزء: 7)

الشيخ رفيع الدين المراد آبادي
الشيخ العالم الكبير رفيع الدين بن فريد الدين بن عظمة الله بن عصمة الله ابن القاضي عبد القادر
العمري اللكهنوي ثم المراد آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد بمراد آباد سنة أربع وثلاثين ومائة
وألف، وأخذ العلم عن أساتذة بلدته، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم
الدهلوي، ولازمه مدة ثم رجع إلى بلدته، ودرس وأفاد بها مدة من الزمان، ثم سافر إلى الحرمين
الشريفين سنة إحدى ومائتين وألف، وأدرك الشيخ خير الدين المحدث السورتي بمدينة سورت فقرأ
عليه صحيح البخاري وأسند عنه، ثم ركب سفينة الرسول مركباً كان للشيخ ولي الله بن غلام محمد
البرهانبوري ومعه الشيخ ولي الله أيضاً، فأوصله الله سبحانه إلى الحجاز فحج وزار، وأدرك المشايخ
واستفاض منهم فيوضاً كثيرة، وعاد إلى الهند سنة ثلاث ومائتين وألف وصنف كتاباً في أخبار
الحرمين الشريفين ورحلته إلى الحجاز.
وله مصنفات أخرى منها: قصر الآمال بذكر الحال والمآل وسلو الكئيب بذكر الحبيب وشرح
الأربعين النووية وكنز الحساب وتذكرة المشايخ وتذكرة الملوك وتاريخ الأفاغنة وكتاب الأذكار
وترجمة عين العلم وشرح غنية الطالبين وله الافادات العزيزية جمع فيه ما كتب إليه الشيخ عبد
العزيز بن ولي الله الدهلوي من الفوائد الغربية من باب التفسير.
مات لخمس عشرة بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف وله تسع وثمانون سنة،
كما في رسالة مفردة ألفوها في سيرته.
الشيخ رفيع الدين الدهلوي
الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة رفيع الدين عبد الوهاب بن ولي الله ابن عبد الرحيم العمري
الدهلوي المحدث المتكلم الأصولي الحجة الرحلة فريد عصره ونادرة دهره، ولد بمدينة دهلي، ونشأ
بها، واشتغل بالعلم على صنوه عبد العزيز وقرأ عليه ولازمه مدة، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد
عاشق بن عبيد الله البهلتي، وبرع في العلم، وأفتى ودرس وله نحو العشرين، وصنف التصانيف،
وصار من أكابر العلماء في حياة أخيه المذكور، وقام مقامه في التدريس بعد ما أصيبت عيناه، فازدحم
عليه الناس، وتلقى كل أحد من تلك اللطائف على قدر الاستعداد، واعترف بفضله علماء الآفاق
وسارت بمصنفاته الرفاق.
قال صنوه عبد العزيز فيما كتب إلى الشيخ أحمد بن محمد الشرواني: هذا، وإن الأخ الفذ البذ
المتخلق من طيب الخلال بما طاب ولذ الذي هو شقيقي في النسب ولحيقي فيما يظن بي الكرام من
فنون العلم وشجون الأدب، وهو تلوي في السن، وصنوي في الصناعة والفن، قد رباه الله بمنح
ألطافه على يدي، ومن بتكميله علي، لما زارني من مقامه بعد ما اغترب شطراً من أيامه، أتحفني
برسالة وجيزة، بل جوهرة عزيزة، تحتوي على نكت مخترعة، هو أبو بجدتها، وتنطوي على فقر
مفترعة لم يسبق إلى أسوتها، مسوقة لتفسير كلام الله المجيد في آية النور، وكشف القناع عن وجوه
تلك المعاني المقصورات من الإعجاز في القصور، ولعمري لقد أتى في هذا الباب بالعجب العجاب،
وميز القشر عن اللباب، ونور مصابيح زجاجات القلوب وروح الأرواح ببديع الأسلوب، انتهى.
وقال محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: وكانت له خبرة تامة بغير هذه العلوم أيضاً من
علوم الأوائل، وهذا قلما يتفق مثله لأهل العلم، وله مؤلفات جيدة مرصفات، رأيت بعضها فرأيت
يكثر في ماله من المتون المهذبة في نفائس الفنون، من رموز خفية، يعسر الاطلاع عليها، ويجمع
مسائل كثيرة في كلمات يسيرة، وفي ذلك دلالة واضحة على تعمقه في العلوم ودقة فهمه بين الفهوم،
وكتابه دمغ الباطل في بعض المسائل الغامضة من علم الحقائق معروف، أثنى عليه أهلها، وله
مختصر جامع بين فيه سريان الحب في الأشياء كلها، وأوضح للناس أطواره يسمى أسرار المحبة
قلما اتفق مثله لغيره، ممن تكلم عليها، ولا أعرف من سبقه إلى ذلك إلا رجلان من الفلاسفة أبو
النصر الفارابي وأبو علي بن سينا علي ما يفهم من كلام النصير الطوسي في بعض كتبه، انتهى.
وله مصنفات غير ما ذكرها الشيخ محسن وهي: رسالة في العروض ورسالة في مقدمة العلم ورسالة

الصفحة 974