كتاب نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر = الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام (اسم الجزء: 7)

السيد سراج الدين الهسوي الفتحبوري
السيد العلامة سراج الدين بن مهدي بن الحسين الحسيني الواسطي الهسوي الفتحبوري أحد العلماء
الصالحين، يرجع نسبه من جهة أبيه إلى زيد الشهيد، ومن جهة أمه إلى إسماعيل بن جعفر الصادق،
وكان رحمه الله جدي لأمي، ما أدركته ولكني استفدت من كتبه، وسمعت أنه كان من أعاجيب الزمان
ذكاءاً وفطنة وعلماً يضرب به المثل، وكان ذا ورع وزهادة وجلادة وبذل وعز وتمكين.
ولد ونشأ بهسوة قرية جامعة من أعمال فتحبور وتوفي والده في صغر سنه فرماه الاغتراب إلى
لكهنؤ، فقرأ الكتب الدرسية على الحكيم حياة اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة عن
السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ثم رجع إلى وطنه ولازم بيته، لم يخرج منه قط إلا
لزيارة الأحباب ولقائهم.
مات يوم الإثنين لثلاث بقين من ربيع الثاني سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بقرية هسوه فدفن بها،
وإني أرخت لعام وفاته من: رضي الله عن عبده.
القاضي سراج الدين الموهاني
الشيخ الفاضل سراج الدين الموهاني أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بقرية موهان ودخل لكهنؤ
فقرأ العلم على أساتذة عصره، وسار إلى مرشد آباد فلبث بها زماناً، ثم سار إلى كلكته وولي الإفتاء
بها، فاشتغل به مدة، ثم ولي القضاء وصار أكبر قضاة الهند، وكان حليماً متواضعاً كثير الاشتغال
بمطالعة الكتب وتدريس العلوم، له رسائل في الفقه.
قال عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه: إنه كان فاضلاً طبيباً شاعراً قليل
العمل مستور العقيدة، فكان أهل السنة يدعون أنه سني، والشيعة يدعون أنه شيعي، ولقد صدق
القاضي فيما قال:
مذهبم عشق است ومن واقف ز اديان نيستم هندو ونصراني وكبر ومسلمان نيستم
توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف، كما في روز روشن.
مولانا سراج الدين اللكهنوي
الشيخ الفاضل سراج الدين الحنفي الهتائيني البجنوري ثم اللكهنوي، أحد العلماء المبرزين في العلوم
الحكمية، قرأ العلم على الشيخ فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي وعلى مرزا حسن علي الشافعي
اللكهنوي، وعلى غيرهما من الأساتذة، ثم درس وأفاد ببلدة لكهنؤ مدة طويلة، أخذ عنه غير واحد من
الأعلام، له رسالة في إمكان نظير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وامتناعه وقد بسط القول فيها بسطاً
لائقاً يزيف بها أقوال شيخه فضل حق المذكور.
نواب سعادة علي خان اللكهنوي
الأمير الكبير سعادة علي خان بن شجاع الدولة بن صفدر جنك الشيعي اللكهنوي نواب يمين الدولة
ناظم الملك وزير الممالك كان من الملوك المشهورين بالعقل والدهاء، ولد سنة سبع وستين ومائة
وألف بفيض آباد، ونشأ في نعمة أبيه، وتعلم الخط والحساب والإنشاء والرمي والفروسية وسائر
الفنون الحربية، وأخذ العلم عن العلامة تفضل حسين وسديد الدين الشاهجهانبوري وغيرهما، ولما
بلغ سن الرشد ناب عن والده في مهمات الدولة مدة، ثم ولاه والده على أقطاع روهيلكهند فاستقل بها
مدة من الزمان، ثم لما تولى المملكة صنوه آصف الدولة عزله، ورتب له ثلاثمائة ألف ربية في
السنة، فرحل إلى أكبر آباد وبنارس وعظيم آباد وكلكته وصرف شطراً من عمره في تلك البلاد، ولما
مات آصف الدولة اتفق الناس عله فقام بالملك سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، وأخذ
عنه الإنكليز قطعة كبيرة مما تلى إله آباد فكان يتأسف على ذلك مدة عمره لما علم أن الناس كانوا
ينتقدونه ثم إنه بذل جهده في تعمير البلاد وتكثير الزراعة وتمهيد الأمن وجمع المال، وأحسن السيرة
في الناس، وجمع في خزانته ثمان عشرة مائة مائة ألف 1800. 00. 000 من النقود وكان يريد أن
يأخذ الهند على طريق الاستيجار من ملك الإنكليز

الصفحة 981