كتاب الأمثال والحكم

وإنَّ امرءًا عادَى الرِّجالَ على الغِنَى ... ولم يَسْأَل الله الغِنَى لحَسودُ (¬1)
(255 - 76) (256 - 77) وقال قيس بن عاصم (¬2):
إنَّ القِدَاحَ إذا اجْتَمَعْنَ فَرامَها ... بالْكَسْرِ ذو حَنَقٍ وبَطْشٍ أَيدِ
عَزَّتْ فلَمْ تُكْسَرْ وإنْ هي بُددَت ... فَالكَسْرُ والتوْهين للْمُتَبدِّدِ (¬3)
(257 - 78) وقال آخر:
نرْجُو الوَليدَ وقد أَعْيَاكَ والدُهُ ... وما رَجاؤُكَ بَعْدَ الوالدِ الوَلَدَا (¬4)
¬__________
(¬1) أوردهما الماوردي في أدب الدنيا والدين 323، وفي البيت الأول "المنى" موضع "الغنى"، وانظر: ديوان حسان بن ثابت 78. . . . وقال الثعالبي: من أحسان حسان في جوامع كلمه قوله:
وإن امرءًا يمسي ويصبح سالمًا ... من الناس إلا ما جنى لسعيد
فأجازه ابنه سعيد بقوله:
وإن امرءًا نال الغنى ثم لم ينل ... صديقا, ولا ذا حاجة لسعيد
ثم أجازه ابنه عبد الرحمن بقوله:
وإن امرءًا عادى أناسًا على الغنى ... ولم يسأل الله الغنى لحسود
الإعجاز والإيجاز ص 145.
(¬2) هو قيس بن عاصم بن سنان المنقري، شاعر فارس، عاش في الجاهلية وأدرك الإِسلام، فأسلم وحسن إسلامه، وأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه في حياته، وعمر بعده زمانا، وروى عنه عدة أحاديث، توفي نحو سنة 20 هـ. مصادر ترجمته: الإصابة ترجمته 7196، والأغاني 14: 69، ومعجم الشعراء 199، وخزانة البغدادي 3: 428.
(¬3) أوردهما الماوردي بالنسبة ذاتها في أدب الدنيا والدين 149، وفي البيت الثاني "فالوهن والتكسير" موضع "فالكسر والتوهين"، وأيضًا في لباب الآداب 31، وفي جمهرة الأمثال 1: 48 وقال العسكري قصة المثل: "تخاذل القوم فيما بينهم من أمارات شؤمهم ودلائل شقائهم ولما حضرت الوفاة قيس بن عاصم أحضر بنيه فقال: ليأتيني كل واحد منكم بعود، فاجتمع عنده عيدان فجمعها وشدها وقال: اكسروها فلم يطيقوا ذلك ثم فرقها فكسروها، فقال: هذا مثلكم في اجتماعكم وتفرقكم وأنشدهم لنفسه الشعر الوارد. والقدح: جمع قدح بالكسر، وهو السهم قبل أن يراش ويركب نصله، والحنق: الغيظ، أيد: أي قوي.
(¬4) الأمثال لأبي عبيد القاسم 127، وجمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري 2: 133، والعقد =

الصفحة 115