كتاب الأمثال والحكم

يصل إلينا كتاب "صحار" و"عبيد" فضلا عن كتاب أبي عمرو بن العلاء (المتوفى 154 هـ)، ولعل أول كتاب في أمثال العرب أفلت من عبث الزمن ووصل إلينا، هو كتاب المفضل الضبي (المتوفى 178 هـ) برواية ابن زوجته محمد بن زياد الأعرابي الكوفي (المتوفى 231 هـ)، ويقال: أن لابن الأعرابي هذا كتابًا آخر في الأمثال.
ولمؤرج بن عمر السدوسي (المتوفى 193 هـ) كتابًا في الأمثال صغير الحجم حققه الدكتور رمضان عبد التواب، وهو متداول ومنتشر. كما كتب في الأمثال أيضًا: أبو عبيدة بن معمر المثنى (210 هـ)، والأصمعي عبد الملك بن قريب (213 هـ)، وأبو زيد الأنصاري (215 هـ). وأبو عبيد القاسم (224 هـ)، ويعد كتابه أقيم الكتب المصنفة في الأمثال لما بذله من جهد في تصنيفها موضوعيًا، فضلًا عن مقدار ما جمعه فيه (¬1)، وقد حظي كتابه بعدة شروح من أهمها "فصل المقال" لأبي عبيد البكري، كما أن لابن السكيت (244 هـ) وابن حبيب (248 هـ) والجاحظ (255 هـ) وابن قتيبة (276 هـ)، والمفضل ابن سلمة (291 هـ) كتبا في الأمثال، لم يصل إلينا منها سوى كتاب المفضل ابن سلمة وعنوانه "الفاخر". وفي القرن الرابع الهجري كان من أهم الكتب المصنفة كتاب "الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة" لحمزة بن الحسن
¬__________
(¬1) اعتمد فيه على أربعة من كتب الأمثال الأصلية، وهي كتب الأصمعي، وأبي زيد، وأبي عبيدة والمفضل الضبي، فقد نقل جل ما فيها، ولم يكتف بذلك، بل استعان في تفسير الأمثال بأقوال المشاهير من علماء اللغة ممن ليست لهم كتب في الأمثال. . . كالكسائي وابن الكلبي. واستكثر في الاستشهاد على معان الأمثال بالحديث الشريف وآثار الصحابة والتابعين وأقوال الحكماء والعلماء مما جعل الكتاب أكثر فائدة وأعم نفعًا. مقدمة الأمثال لعبد المجيد قطامش 17، 18.

الصفحة 23