كتاب الأمثال والحكم

أسترعي لك بعد وفاتي الذي أَحسن إليك في حياتي: فأوَلى الأَمور بعد كتاب الله سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد قال -عليه السلام-: "أوتيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، واختصرتْ إليَّ الحكمة اختصارًا" (¬1)، ثم بعد السنة أمثال الحكماء، وأقوال الشعراء، فقد قالَ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ مِنَ الشِّعرِ لحكْمةً" (¬2) و"إن من البيان لسحرا" (¬3)، وقد ضمنت كتابي هذا: من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث وجيزة الألفاظ واضحة المعاني، ومن أمثال الحكماءِ، وأقوال الشعراءِ ما كان عذب البديهة سائر الذكر.
وجعلت ما تضمنه من السُنة ثلاثمائة حديث، ومن الحكمة ثلاثمائة فصل، ومن الشعر ثلاثمائة بيت، وقسمت ذلك عشرة فصُول، أودعت كل فصل منها ثلاثين حديثًا، وثلاثين فصلًا، وثلاثين بيتًا، فيكون ما يتخلل الفصول من اختلاف أجناسها أبعث على درسها واقتباسها.
¬__________
(¬1) ضعيف، رواه أبو يعلى في مسنده عن ابن عمر. الجامع الصغير 42 وضعيفه للألباني برقم 1048، كما رواه أيضًا عن ابن عمر: البيهقي في شعب الإيمان 2: 160 رقم 1436، والدارقطني عن ابن عباس. فيض القدير للمناوي 1: 563 برقم 1166.
(¬2) صحيح، أخرجه البخاري عن أبي بن كعب 8: 42، في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز، والترمذي رقم 2847، 2848 في الأدب، باب 69، والدارمي 2: 297، وأبو داود رقم 5010 كتاب الأدب، باب ما جاء في الشعر، والموطأ 2: 986، وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال ص 6 رقم 7.
(¬3) صحيح، أخرجه البخاري عن ابن عمر 7: 179 في الطب، باب: إن من البيان لسحًرا، والموطأ 2: 986 في الكلام، باب ما يكره من الكلام بغير ذكر الله، وأبو داود رقم 5007 في الأدب، باب ما جاء في المتشدق في الكلام، والترمذي رقم 2029 في البر، باب ما جاء في أن من البيان سحرًا، وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال ص 7 رقم 8.

الصفحة 49