كتاب مشكلات موطأ مالك بن أنس

الْعباد وَجعل أجرهَا وثوابها كثواب الْخمسين. " أَلَيْسَ قد علمت " كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة وَهِي جَائِزَة إِلَّا أَن الْمَشْهُور فِي [الِاسْتِعْمَال الفصيح] أَلَسْت للمخاطب، وَإِنَّمَا يُقَال، أَلَيْسَ للْغَائِب. وَقَول جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام: " بِهَذَا أمرت ".
روينَاهُ بِفَتْح التَّاء، أَي: بِهَذَا أَمرك رَبك، وَمن رَوَاهُ بِالضَّمِّ فَهُوَ إِخْبَار عَن نَفسه، أَي: بِهَذَا أَمرنِي رَبِّي أَن أعلمك. " أَو إِن جِبْرِيل "
[الْوَجْه] كسر إِن هَاهُنَا لِأَنَّهُ مَوضِع يصلح فِيهِ الِاسْم وَالْفِعْل أَلا ترى أَنه قد كَانَ يجوز لَهُ أَن يَقُول: " [أَو جِبْرِيل] هُوَ الَّذِي أَقَامَ " وَكَانَ يجوز [أَن يَقُول] : " أَو أَقَامَ جِبْرِيل " وكل مَوضِع يصلح فِيهِ اسْتِعْمَال الِاسْم تَارَة وَالْفِعْل تَارَة فَإِن فِيهِ مَكْسُورَة، فَإِذا انْفَرد الْموضع بِأَحَدِهِمَا فَأن فِيهِ مَفْتُوحَة كَقَوْلِك: بَلغنِي أَنَّك قَائِم. فَهَذَا مَوضِع لَا يصلح فِيهِ إِلَّا الِاسْم كَأَنَّهُ قَالَ: بَلغنِي قيامك. وقولك:

الصفحة 35