كتاب مشكلات موطأ مالك بن أنس

وَقَوله: " حِين قفل من خَيْبَر "
مَعْنَاهُ: رَجَعَ، يُقَال: قفل من سَفَره يقفل قفولا.
وَيُقَال: " سرى " يسري سروا و " أسرى " إسراء إِذا سَار لَيْلًا.
وَيُقَال: " عرس " الْمُسَافِر تعريسا، ومعرسا: إِذا نزل فِي آخر اللَّيْل للراحة مثل: مزقت الشَّيْء تمزيقا وممزوقا، وَقد يكون المعرس الْموضع يُقَال فِي هَذَا الْمَعْنى: أعرس إعراسا ومعرسا وَهُوَ قَلِيل. وَقَوله: " اكلأ لنا الصُّبْح " أَي أرقبه وارعه. وَقَوله: " فبعثوا رواحلهم " أَي: حركوها للسير، والرواحل الْإِبِل الَّتِي يُسَافر عَلَيْهَا، وَاحِدهَا رَاحِلَة لِأَنَّهَا ترحل بصاحبها من مَوضِع إِلَى مَوضِع.
وَقَوله: {وأقم الصَّلَاة لذكرى}
تَأَوَّلَه كثير من الْمُفَسّرين على أَنه أَرَادَ أَن يُصَلِّي إِذا ذكرهَا. وَقَالَ غير هَؤُلَاءِ فِي {وأقم الصَّلَاة} لتذكرني فِيهَا وَهُوَ قَول مُجَاهِد. وَهَذَا القَوْل أليق بِالْآيَةِ وأشبه بمعناها.
وَأما قِرَاءَة من قَرَأَ " للذِّكْرَى " فَهُوَ أشبه بالتأويل الأول، وَكَأَنَّهُ أَرَادَ ذكرَاهَا.

الصفحة 46