كتاب التنبيه على حدوث التصحيف
الناسُ إليه، وقالوا: ما دهاك؟ فقال: قُطع أنف عرفجة يومَ الكُلاب في الجاهلية، وامتُحنتُ أنا به في الإسلام؛ وكان أحمد بن موسى بن إسحاق من جلّة قضاة السلطان؛ فانه أملى بأصبهان على أصحاب الحديث؛ حدثني فلان بن فلان عن هندٍ: أن المعتوه، يريد؛ عن هند؛ أن المغيرة.
وزعمتَ أن المحدثين بالبصرة غبروا زمانًا يروون أن عليًا (رض) قال: ألا إن خراب بصرتكم هذه يكون بالريح. فما أقلعوا عن هذا التصحيف إلا بعد مائتي سنة عند معاينتهم خرابها بالزنج، وأن كثيرًا من رواة الحديث يروون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تختّموا بالعقيق، وإنما قال: تخيّموا بالعقيق، وهو اسم وادٍ بظاهر المدينة، وأنك سمعت رجلاً من جلّة المحدّثين يروي أن مرحبًا اليهودي قتله عليّ يوم حنين وإنما قتله يومَ خيبر، وأن محدثًا يروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النَّوم في القدر، وإنما كره صلى الله عليه وسلم الثوم في القِدْر، كما روى آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يستحب العَسَل في يوم الجمعة، وإنما كان يستحب الغُسل فيه، وإن رجلاً آخر روى أنه قال صلى الله عليه وسلم: الجار أحق بصفته وإنما هو بصَقيه كما روى من روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلع قديدًا، يريد: بلغ قُديدًا وروى آخر: لا بأس أن يصلي الرجل في كمّه سنّورة، وإنما هي سبّورة وهي الألواح من الأبنوس يكتب فيها
الصفحة 2
299