كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

مجيدي الشّعراء، ومن أولي الشجاعة في الأمراء، مع ما حوى من مكارم الأخلاق المرضيّة، ومن الشيم التي لم تزل من القبائح بريّه (¬1)
أنشدني له ابنه صاحبنا الأمير محمد في أخذه توزر:
بالمشرفيّات يحمى المجد والشّرف … ومن صدور المعالي تقتنى الطّرف
وللفتوح رياضات مزخرفة … لكنّها برقاق البيض تقتطف
[29/أ]
وفي حياة أمير المؤمنين أبي … يحيى أبينا سعود مالها طرف
حزنا الخلافة إرثا عن أوائلنا … فالملك متّلد فينا ومطّرف
لا يبلغ الوصف في عليائنا أحد … إلاّ وسؤددنا فوق الذي يصف
ناهيك من حسب ما مثله حسب … وكيف لا وأبو حفص لنا سلف؟
تخالف النّاس إلا في مفاخرنا … وفي المعالي ما شكّوا وما اختلفوا
حمى الشريعة منا سعي مجتهد … فليس بالدّين لا حيف ولا جنف
فينا التّواضع والإغضاء شيمتنا … والعفو والصّفح من أبنائنا عرفوا
ورأفة في جناب الله صالحة … فلا ترانا لغير الحقّ ننتصف
تواضعا عظمت في النّاس هيبته … إنّ التواضع في أنف العلى أنف
نهوى الحروف التي مجموعها نعم … وليس في لفظنا لام ولا ألف (¬2)
ما إن بنا سرف إلاّ مواهبنا … إنّ المواهب فيها يحمد السّرف
لبأسنا يرعد الصّمصام من رهب … يوم الوغى ووشيج الرمح ينعطف
¬_________
(¬1) بريئة.
(¬2) يتضمن البيت معنى قول الحزين الكناني (وينسب للفرزدق):
ما قال (لا) قط إلا في تشهده ... لولا التشهد كانت لاؤه نعم

الصفحة 103