كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

سيوفنا من تمادي سلّها نحلت … حتّى كأنّ بها من عشقها دنف
وما ارتضينا عديد الجيش يكنفنا ... بل الجيوش بنا في الحرب تكتنف
جيش تضيق به الغبراء متّسع … فالأرض ترجف والأطواد تنتسف
من الفوارس طعّانين إن وقفوا … يوم الكريهة ضرّابون إن وقفوا
بكل هنديّة رقّ الغرار بها … وكلّ خطيّة قد زانها هيف
يقودها النّصر خفّاق ذوائبه ... إذ ليس إلاّ بريح العدل ينعطف
حتى أطل (¬1) على سكّان توزر لا ... يمحيهم منه سور لا ولا كنف
ظنّوا الحفير (¬2) حفيرا مانعا لهم ... حتى رأوا سمعها عزما وهم هدف
[29/ب]
تواقعوا فيه أمثال الفراش ردّى … كأنّهم بأكفّ الجنّ قد خطفوا
لكن عفونا أدناه اعترافهم … والعفو أطيب ما يجنيه معترف (¬3)
نعفو ونصفح عن عزّ ومقدرة … فإنّ خير السّجايا الحلم واللّطف
أطاعت العرب لمّا أوردت حللا … وإنّ أرواحها بالذّعر تختطف
لاذوا بخدمتنا في ظلّ حرمتنا ... قسرا (¬4) وعند التلافي يؤمن التّلف
¬_________
(¬1) في الأصلين: أطال، وهو تحريف.
(¬2) فيهما: ظنوا الحفير حفير مانع لهم.
(¬3) فيهما: لكن عفوا.
(¬4) في الأصل: قصرا (بالقاف)، ولعله كما أثبت.

الصفحة 104