كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن
صاحبنا الأمير زكريا بن أمير المؤمنين أبي محمد عبد الواحد
ابن أمير المؤمنين، القائم بأمر الله المنصور بفضل الله أبي يحيى زكريا بن أحمد بن الأمير أبي محمد عبد الواحد بن الشيخ أبي حفص الموحّد.
[كنيته:]
يكنى: أبا يحيى، ورأيته [31/أ] وصحبته بفاس في حضرة الملوك من بني مرين.
حاله-أعزه الله-
حاز من العلوم أوفر نصيب. وسهم تفننّه فيها مسدّد مصيب. وجنى بحفظها ثمر غرسها. وأشرق له وجه انقيادها وبهاء شمسها. فلو أبصره إياس لبات من ذكائه على ياس. ولو أدركه القعقاع بن شور، وابن مامه (¬1)، لسلّما له في الجود، وحفظ ذمامه. وفي إن وعد، وصادق إن عهد غير متكّبر على صاحبه، ولا متأبّ له عن توفية مأربه.
أنشدني لنفسه:
تقض؟ ظلوعي كلما حنّت الحشا … عليك وأنفاسي إليك تميل
وبالقلب منّي حرقة وصبابة … يفكّر منها عروة وجميل! (¬2)
¬_________
(¬1) القعقاع بن شور الذهلي كان إذا جالسه واحد بالقصد إليه جعل له نصيبا من المال. وكعب بن مامة يضرب به المثل في الجود.
(¬2) عروة بن حزام وجميل بن معمر من مشهوري عشاق العرب.
الصفحة 108
526