كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

سكنّاها ليالي آمنينا … وأيّاما تسرّ النّاظرينا
بناها جدّنا الملك المعلّى … وكنّا نحن بعض الوارثينا
فلما أن جلانا الدهر عنها … تركناها لقوم آخرينا!

صاحبنا الأمير الحاج يوسف بن عمر بن يعقوب
ابن الأمير عامر بن أمير المسلمين يغمراسن بن زيّان.
[كنيته:]
يكنى: أبا يعقوب. ورأيته، وصحبته بفاس، في حضرة ملوك بني مرين. وارتحل إلى المشرق فحجّ وقفل إلى المغرب. وقد تبرّع (¬1) في العلوم حتى جاء نسيج وحده. فلما بلغ إلى جهة بسكرة (¬2) من بلاد الزاب بايعه من هنالك من الأعراب، وقدموا به ملكا إلى بسكره، فوقع بينه
¬_________
(¬1) كذا فيهما: بمعنى: برع.
(¬2) بسكرة: ذكرها صاحب «الاستبصار في عجائب الأمصار:173» وتحدث عن مركزها الزراعي والحضاري وظهورها في مدن الزاب وقراه. ونقل ياقوت «في معجم البلدان» عن الحازمي أنها تضبط بكسر الباء والكاف، وعن غيره بفتحها؛ وقال: فيها نخل وشجر وقسب جيد. وكانت بسكرة مركزا رئيسا في دولة الموحدين، ثم تنازعها الحفصيون ومتغلبون من بني زيان وبعض القبائل العربية المنتشرة. وحصلت في أيدي بني مزني مددا من الزمن في القرنين السادس والسابع. وفي عهد أبي عنان المريني ظهر يوسف بن مزني الذي شايع المرينيين فعقد له أبو عنان على بسكرة عاصمة بلاد الزاب وما يلحق بها من بلاد ريغة وواركلي. قال ابن خلدون في تاريخه (6:412) إنه قام بالأمر بعد يوسف ابنه أحمد «وهو لهذا العهد-وقت تأليف ابن خلدون كتابه-أمير على الزاب بمحل أبيه من إمارته». وبسكرة اليوم من مدن القطر الجزائري، ولا زالت تحتفظ بأهميتها الزراعية والتجارية.

الصفحة 111