كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

فيا سائلي عن شرح حالي أما ترى ... نحولي وسقمي والدّموع ومجراها
لقد خطّت الآماق من فوق وجنتي ... سطورا فمن شاء الحقيقة يقراها
فلا تكثروا فيها الملام فإن لي ... فؤادا على طول النّوى ليس ينساها!

صاحبنا الأخلص محمد بن الأمير أبي سرحان مسعود:
ابن أمير المؤمنين العادل بالله أبي تاشفين عبد الرحمن بن أمير المسلمين أبي حمّو موسى ابن أمير المسلمين عثمان بن أمير المسلمين يغمراسن بن زيّان (*).

[كنيته:]
يكنى: أبا زيّان. ورأيته، وصحبته بفاس، في حضرة الملوك من بني مرين.

حاله:
هو صاحبنا الصفيّ، وخليلنا الوفيّ، المظهر لنا من الوداد أطيبه، والواهب من الاعتقاد أعذبه. الخالص صفاؤه من الأكدار، الموفي حقوق الصّحبة بالابتدار. والذي نجم في المعالي فساد، ولم يدنسه درن الفساد.
كنت قد بعثت له بأبيات من قولي، طالبا منه أن يبعث لي بشعر أثبته في كتابنا: المنتخب من درر السّلوك في شعر الخلفاء الأربعة والملوك، وهي:
قرّت (¬1) بفضلك ألسن الأعداء ... يا ابن الملوك ذوي التّقى الفضلاء
¬_________
(*) ورد ذكر أبيه مسعود في جملة الذين قتلوا في حملة أبي الحسن المريني على تلمسان سنة 635، حيث كان جده أبو عثمان عبد الرحمن هو الأمير، صاحب دولتهم.
(¬1) قرت: في الأصلين.

الصفحة 114