كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

أنت الحبيب المحض أنت أخو النّدى ... أنت الأمير ووارث الأمراء
أنت الذي ما تحت خضراء السّما … ملك سواك أحقّ بالحمراء! (¬1)
فلتسم إسماعيل ذروة نيقها … ولتقطعنّ أزاهر العلياء (¬2)
ولتقعدنّ على مراتب ملكها … تبعا إلى الأجداد والآباء
أبا الوليد نداء مشغوف بكم … كلفا بذكراكم مدى الآناء
ماذا بعثت لنا؟ أزهر يانع … أم زهر أفق لحن في الظلماء
أم لؤلؤ رطب تناسق نظمه … في جيد باهرة السّنا غيداء
أم ذلكم حرّ الكلام وعذبه … وبليغه (¬3) المزري على البلغاء
من ذا يجاريكم لدى ميدانه … ولكم به حوز السّباق النّائي؟
[33/ب]
أيصحّ عند ذوي البصائر والنّهى … أن تقرن الأنعام بالشعراء؟
عذرا فمثلك من تسامح مغضيا … يا ذا المحيّا السّمح والإغضاء
وإذا تحققّت المودّة من أخ … سقط التكلف، شرعة الفضلاء
فانظر بعين رضاك عيب نظامه … واخفض جناح مذلّة الرّحماء
واكتبه، بل فاكتمه خيفة حاسد ... لي أن أرى في جملة الشّعراء!
...
¬_________
(¬1) يتقارض الأميران النصري والعبد الوادي الثناء، ويتبادلان التمنيات الطيبات. وليس من شك في أن ابن الأحمر-صاحب الكتاب-لم يخطر له أن يتقلد أمور الحمراء على أي وجه، وإنما هو الشعر وخواطره.
(¬2) النيق-بالكسر-أرفع موضع في الجبل ج نياق وأنياق ونيوق.
(¬3) فيهما وبلغية «وهو تصحيف».

الصفحة 117