كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

ورقات من الحوامي وليست من أصل الكتاب. وهي بخط مغربي دقيق، وكتبت بأكثر من قلم واحد. وهي إلى ذلك متداخلة الصفحات مضطربة الترتيب. ولم يكن ناسخها-أو ناسخوها-على نصيب من العلم فتداخل الشعر بالنثر في بعض التراجم. والنسخة المغربية بعد متآكلة في مواطن متعددة بفعل الأرضة. وقد عاينت النسخة الأصلية واستدركت مواضع كثيرة غمضت في النسخة المصورة منها (¬1).
وقد تداركت من النسخة المغربية ما سقط من نسخة دار الكتب المصرية وقابلت النصين، وإن كانت الفروق بينهما قليلة. ولكن الفائدة الحقيقية كانت في توثيق الكتاب وعرضه وضبطه، واستدراك أوله وآخره.
واعتمدت نسخة دار الكتب أساسا؛ لوضوحها، وضبطها، وحسن خط كاتبها، ووضوح قاعدة رسمه، وانسجام النسخة من أولها إلى آخرها.
وجعلت النسخة المغربية أصلا ثانيا أتدارك منه النقص، وأقابل عليه.
وقد اجتهدت في العناية بالنص، وضبطه، ومقابلته، وأحلت في التراجم على مظان ذكرهم وأخبارهم، وقابلت النصوص على أصولها في الدواوين والمختارات في الكتب الأصلية (¬2) -إن وجدت-وأضفت حواشي وتعليقات
¬_________
(¬1) كان ذلك في شهر تشرين الأول (أكتوبر) سنة 1975، في أثناء مهرجان ابن زيدون، وكانت زيارتي للرباط تلبية لدعوة كريمة من وزارة الثقافة، وقد اطلعت على المكتبة العامة بالرباط والخزانة الملكية بها، وسهل لنا المسؤولون جميعا سبيل القراءة والمراجعة والتصوير، فإليهم أقدم آيات الشكر، والثناء.
(¬2) من أهم مارجعت إليه كتب لسان الدين بن الخطيب في التاريخ والأدب مثل الإحاطة والكتيبة الكامنة، واللمحة البدرية، ورقم الحلل، ومعيار الاختيار، ومشاهدات لسان الدين، وريحانة الكتّاب، ودواوين بعض المعاصرين كديوان لسان الدين بن الخطيب وديوان ابن خاتمة الأنصاري، وديوان أبي الحسن بن الجياب. ومن ذلك رحلة أبي البقاء البلوي والمرقبة العليا للنباهي. ومن ذلك كتابا المقري نفح الطيب وأزهار الرياض، بالإضافة إلى كتب التراجم، وكتب التاريخ كتاريخ ابن خلدون وترجمته الذاتية. . . ومن هذه الكتب ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط، كما هو مبين في ثبت المصادر والمراجع.

الصفحة 12