كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

أبي محمد عبد الله بن سعيد بن الخطيب السلماني الأندلسي (¬1) بفاس يتشوق معاهده بالأندلس لما كان بالعدوة حين خلع عن ملكه مخدومه ابن عمنا السلطان الغني بالله محمد (¬2)
أحبك يا مغنى الحقوق بواجب … وأقطع في أوصافك الغر أوقاتي
تقسّم منك الترب أهلي وجيرتي … ففي الظهر أحيائي وفي البطن أمواتي
وقلت أنا في ذلك، حين مقامي ببر العدوة في حضرة ملوك مرين لما أخرجنا عن الأندلس بنو عمنا الملوك الأحمريون النصريون لما قدمناه:
فؤادي يشتكي داء دفينا … لبعدي عن مزار الظاعنينا (¬3)
وأكبادي من الأشواق ذابت … ووجدي فاق وجد العاشقينا
ولي جسم أضرّ به سقام … وقلبي بعدهم أليف الشجونا
ورب البيت لا أنسى هواهم … وكيف؟ وهم بقلبي ساكنونا
لعمري [ما النّوى] إلا عذاب … وإني قد بليت به سنينا (¬4)
يهيّج زفرتي تذكار أرضي … ويفجعني ويستهمي الجفونا
حنيني ما حييت لها عظيم … وما بسوى محبتها بلينا
فما صبر وإن بعدت بباق … كذا سنن الكرام الماجدينا
وما بمراد نفسي كان عنها … بعادي، لا، ورب العالمينا!
فواجب على الحر الطاهر أن يحن إلى وطنه في السر والظاهر، ويردد بالشوق العظيم ما إني أردده من قصيدة ابن عبد العظيم:
¬_________
(¬1) هو لسان الدين بن الخطيب، وسيرد عنه حديث مفصل.
(¬2) هو الأمير محمد بن يوسف، حكم غرناطة مرتين، الأولى من 755 - 760 والثانية من 763 - 793 وهو مخدوم لسان الدين. انظر اللمحة البدرية:82.
(¬3) في الأصلين: لبعد. ورجحت ما أثبت.
(¬4) (ما النوى) زيادة أقترحها، لطمس في الأصلين مكانها.

الصفحة 25