كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

قالوا: كلنا نعرفه يا رسول الله فماذا فعل؟ قال: لست أنساه بسوق عكاظ على جمل أحمر وهو يقول: يا أيها الناس اجتمعوا، فإذا اجتمعتم فاسمعوا وعوا، وإذا وعيتم فقولوا، فإذا قلتم فاصدقوا. إنه من عاش مات. ومن مات فات.
وكل ما هو آت آت. إن في السماء لخبرا. وإن في الأرض لعبرا، بحار (¬1) لا تغور، ونجوم لا تمور. وسقف مرفوع. ونهار موضوع. ومطر ونبات.
وذاهب وآت. وأحياء وأموات. وعظام ورفات. وليل ونهار. وضياء وظلام. ومسيء ومحسن. وغني وفقير. يا أرباب الغفلة! ليصلح كل واحد منكم عمله. تعالوا نعبد إلها واحدا ليس بمولود ولا بوالد. أعاد وأباد، وغدا إليه المعاد. أقسم قس بالله، وما أثم، لئن كان في الأرض رضى ليكونن سخطا.
إن لله دينا هو أرضى من دينكم الذي أنتم عليه.
يا أهل إياد! مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا، أم تركوا فناموا؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وسمعته يتمثل بأبيات الشعر ولساني لا ينطلق بها فقام إليه رجل منهم فقال: يا رسول الله أنا سمعتها منه، فهل عليّ فيه من إثم إن أنا قلته؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: قل؛ فإن الشعر كلام، حسنه حسن، وقبيحه قبيح، فقال: سمعته يقول:
في الذاهبين الأولين … من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا … للقوم ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها … يمضي الأكابر والأصاغر
لا يرجع الماضي ولا … يبقى من الباقين غابر
[7/ب] أيقنت أنّي لا مح‍ … ‍الة حيث صار القوم صائر
¬_________
(¬1) في النسختين: بحارا.

الصفحة 39