كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

أعدّ من صلواتي حفظ عهدكم … إنّ الصلاة كتاب كان موقوتا
وهذا-عند أهل البلاغة-يسمّى التضمين. وهو عندهم نوعان: نوع ينبه فيه على البيت المضمن أو المصراع أنه للغير، ونوع يؤتي به من غير تنبيه [130/ب] هكذا وهو أحسن النوعين (¬1). وفرق بين أن يكون البيت شهيرا (فلا يحتاج) إلى تنبيه، أو غير شهير فيحتاج إلى التنبيه.
وأنشدني أيضا لنفسه على لسان السيف:
وليس ارتفاعي في المنار لكربة ... ولكنّه كي يعلم الحقّ جاهله
أحضّ على الخمس التّي فاز أهلها ... ومن حاد عن أوقاتها أنا قاتله!
وقوله (¬2): «ومن حاد عن أوقاتها أنا قاتله» ليس كذلك، لأنّ مؤخر الصلاة عن أوقاتها لا يقتل، وإنما يقتل جاحدها.

[شيخنا الفقيه الكاتب مسعود بن أبي القاسم بن أبي طلاق]
وأنشدني فيه شيخنا الفقيه الكاتب مسعود بن أبي القاسم بن أبي طلاق لنفسه، مخالفا لما أصّلوه، ومثبتا لما أنكروه:
قالوا بجامع فاس سيف إدريسا … وكلّهم قائل زورا وتلبيسا
ما جعله غير طلسم لساكنها … لكي ينال بها الأحزان والبوسا!

[الأستاذ النحوي أبو زيد عبد الرحمن بن علي
ابن صالح المكودي]
وأنشدني فيه صاحبنا الأستاذ النحوي أبو زيد عبد الرحمن بن علي ابن صالح المكودي، لنفسه ردا على شيخنا ابن أبي طلاق، وموافقا للجمهور في المساق:
¬_________
(¬1) هنا كلمة لم تظهر في الأصلين.
(¬2) لم يظهر قبل (قوله) في «م» كلام. وفي «ط» إما ان.

الصفحة 459