كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

قال قوم سيف المنار بفاس … هو طلّسم ذلّة وهوان
أخطؤوا ليس ذاك إلا لعزّ … بهرت منه سائر البلدان!

[أبو العلى إدريس بن يحيى ابن محمد بن عمر بن رشيد الفهري]
وأنشدني (¬1) فيه صاحبنا الفقيه العدل أبو العلى إدريس بن يحيى ابن محمد بن عمر بن رشيد الفهري لنفسه:
سلّ إدريس بالمنار حساما … منبئا، ذاك، عن شديد العقاب
داعيا للصلاة إن لم تجيبوا … فحقيق الجزاء ضرب الرّقاب!
وانظر قوله: «إن لم تجيبوا» فيه تحريز حسن، وهو الذي أشرنا إليه من جحدها بخلاف قول القائل: «ومن حاد عن أوقاتها أنا قاتله». وهو نفس ما قاله صاحبنا الفقيه [131/أ] محمد بن محمد بن عبد الرحمن المذكور (¬2).
إلا أن في هذه المقطوعة ترجمة القول في لزوم ما لا يلزم، وهو من البراعة (؟).

[الفقيه المتفنن أبو محمد عبد الغفار البوخلفي:]
وأنشدني فيه شيخنا الفقيه المتفنن أبو محمد عبد الغفار البوخلفي:
ذكرت ولم أكن للذّكر ناسي … عجائب سيف إدريس بفاس
فلم يك بالمنار سدى، ولكن … ليدفع عن حماها كلّ باس

[أبو محمد بن علي الفخار، شهر بالحياك:]
وأنشدني فيه أبو محمد بن علي الفخار، شهر بالحياك (¬3):
شهرة المشرفي فوق المنار … عزّة للورى ودين النبي
سيف إدريس محمد للأعادي … وانتصار الملوك بالمشرفيّ
¬_________
(¬1) هو حفيد محمد بن عمر بن رشيد صاحب الرحلة.
(¬2) هنا نصف سطر غير ظاهر في «م» وممحو تماما في «ط».
(¬3) في نيل الابتهاج 216 ترجمة لمحمد بن أحمد الحباك. وفي الروض الهتون 61 ترجمة لمحمد بن سعيد الحباك. كلاهما بالباء الموحدة. قلت اسم الشاعر في النسختين الحياك بالياء المثناة.

الصفحة 460