كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

وأما الاشتقاق (¬1)
فهو أن تأتي بألفاظ يجمعها أصل واحد، يكون معناه مشتركا، كما [تكون] (¬2) حروفه [13/ب] الأصول مشتركة، ويزيد على معنى الأصل بوجه مع تغاير اللفظين. مثاله: ضرب، ويضرب، واضرب، وضارب، ومضروب، وضروب، وضرّاب، ومضراب، ومضرب، فإن ذلك كله مشتق من الضرب.
ومنه قوله تعالى فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ اَلْقَيِّمِ (¬3). ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:
«ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها». ومنه قول الشاعر (¬4):
ألم تبتدركم يوم بدر سيوفنا … وليلك عما ناب قومك نائم؟!
فكأن الشاعر يقول: ينبغي أن يكون (بدر) سمي بهذا الاسم من ابتدار سيوفنا فيه إليكم، وإن كان الاسم سابقا.

وأما التطبيق (¬5)
فهو أن تأتي بالشيء وضده، كقوله تعالى (¬6) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً. وكقول دعبل الخزاعي (¬7):
لا تعجبي يا سلم من رجل … ضحك المشيب برأسه فبكى!
¬_________
(¬1) هو داخل عند ابن أبي الإصبع في باب التجنيس، وقال فيه قدامة إنه اشتراك المعاني في ألفاظ متجانسة على جهة الاشتقاق. (نقد الشعر 61. وتحرير التحبير 102 - 103)
(¬2) في مكان الكلمة طمس في النسختين.
(¬3) الروم:30/ 43
(¬4) هو النعمان بن بشير، والبيت في نقد الشعر «61».
(¬5) العمدة 2:6، وتحرير التحبير:111
(¬6) التوبة 9/ 83
(¬7) ديوان دعبل «بتحقيق: الدكتور عبد الكريم الأشتر».

الصفحة 56