كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

وقول زهير بن أبي سلمى (¬1):
ليث بعثّر يصطاد الرجال إذا … ما كذّب الليث عن أقرانه صدقا
وقول عبد الله بن الزبير الأسدي (¬2):
فرد شعورهنّ السّود بيضا … وردّ وجوههنّ البيض سودا

وأما لزوم ما لا يلزم (¬3)
فهو ما في الاصطلاح أن الناظم أو الناثر يضيق على نفسه في التزامه مؤاخاة ألفاظ التسجيع. مثاله قوله تعالى فَأَمَّا اَلْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ، وَأَمَّا اَلسّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (¬4). وفي قول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضوان الله عليه «لا يكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا». ومنه قول ذي الوزارتين الأمير أبي بكر [14/أ] محمد بن عمار المهري في وصف هبوب نسيم السّحر على الرياض (¬5):
بحيث اتخذنا الروض جارا تزورنا … هداياه في أيدي الرياح النواسم
يبلغّنا أنفاسه فتردّها … بأعطر أنفاس وأذكى مناسم

وأما التضمين المزدوج (¬6)
فهو أن يقع في أثناء قرائن النثر أو النظم لفظان مسجعان مع مراعاة حدود الأسجاع الأصلية التي يسميها الأكثر الفقر. مثاله قوله تعالى {وَجِئْتُكَ
¬_________
(¬1) ديوانه «طبعة دار الكتب المصرية 54» وفيه: ما الليث كذب. «وكذب الليث» لم يصدق الحملة، وكذب الرجل عن كذا إذا رجع عنه.
(¬2) البيت من قطعة له في العمدة 2:7. وساقه ابن أبي الإصبع مثالا على العكس والتبديل:320.
(¬3) ويسمى الالتزام، كما في تحرير التحبير 715.
(¬4) الضحى 93/ 9 - 10
(¬5) ديوانه صفحة 211: وفيه تبلغنا.
(¬6) ورد عند ابن أبي الأصبع في تحرير التحبير:302 بعنوان. الترصيع.

الصفحة 57