كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

متى كان الخيام بذي طلوح … سقيت الغيث أيتها الخيام!

والاعتراض (¬1)
هو أن يكون الشاعر آخذا في معنى، فيعدل عنه آخذا في غيره، قبل أن يتم الأول. ثم يعود إليه فيتممه، فيكون ما عدل إليه مبالغة في الأول وزيادة في حسنه:
قال النابغة: -وقيل للجعدي- (¬2)
ألا زعمت بنو عبس بأني … ألا كذبت كبير السنّ فان
و [منه] قول كثير (¬3):
لو انّ الباخلين-وأنت منهم- … رأوك تعلّموا منك المطالا
وقال الآخر:
فإني إن أفتك يفتك منّي … -فلا تسبق له-علق نفيس

وأما اللف والنشر (¬4)
فهو أن تذكر شيئين، ثم ترمي بتفسيرهما جملة، ئقة بأن السامع يردّ كل تفسير إلى اللائق به؛ كقوله تعالى (¬5): وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ إِلاّ مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى ولم تقل الطائفتان ذلك؛ وإنما قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا اليهود، وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا النصارى.
¬_________
(¬1) أورده القزويني في علم المعاني: التلخيص 231.
(¬2) ديوان الجعدي:162 من قصيدة له وفيه: بنو كعب. . . كذبت.
(¬3) البيت في ديوان كثير 507 وانظر العمدة 2:36.
(¬4) التلخيص للقزويني:361.
(¬5) البقرة 2: 111 وتمامها: «تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين».

الصفحة 60