كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

وأما التّفسير (¬1)
فهو أن تذكر شيئا ثم تقصد تخصيصه فتعديه مع ذلك المخصص؛ مثاله قوله تعالى (¬2): فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ثم قال: فَأَمَّا اَلَّذِينَ شَقُوا فَفِي اَلنّارِ لَهُمْ فِيهازَفِيرٌ وَشَهِيقٌ وَأَمَّا اَلَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي اَلْجَنَّةِ الآية.
وقول طريح (¬3):
إن حاربوا وضعوا أو سالموا رفعوا … أو واعدوا ضمنوا، أو حدّثوا صدقوا

وأما التعديد
فهو إيقاع الألفاظ المفردة على سياق واحد. مثاله قوله تعالى (¬4): لا إِلهَ إِلاّ هُوَ اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ.

وأمّا التّخييل
فهو تصوير حقيقة الشيء حتى يتوهم أنه ذو صورة تشاهد أنه مما يظهر في العيان. مثاله قوله تعالى (¬5): وَاَلْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ اَلْقِيامَةِ وَاَلسَّماواتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ.

وأما المتواتر (¬6)
فهو أن يتفق آخر الكلمتين اللتين بهما تكمل القرينتان وزنا ولفظا في الحرف الأخير. مثاله قوله تعالى (¬7): فِيهاسُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ.
¬_________
(¬1) انظر باب التفريق والتقسيم في التلخيص:366
(¬2) هود 11: 306.
(¬3) البيت من قصيدة مطولة في مدح الخليفة الأموي الوليد بن يزيد «الأغاني 6: 98» قال أبو الفرج ذكر يحيى أن الشعر لطريح، وذكر ابن السكيت أنه لابن هرمة.
(¬4) البقرة 2: 255
(¬5) الزمر 49: 67.
(¬6) انظر باب التسجيع في تحرير التحبير:300
(¬7) الغاشية 88: 13 - 14

الصفحة 61