كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

وأما الاستهلال (¬1)
فهو أن تبتدئ بما يدل على الغرض. مثاله قول الخنساء (¬2)
وما بلغت كفّ امرئ متناولا … من المجد إلا والذي نلت أطول
وما بلغ المهدون للنّاس مدحة … وإن أطنبوا إلا الذي فيك أفضل

وأما التّخليص (¬3)
فهو أن تخرج من التغزل إلى ذكر الممدوح مع امتزاج بين النوعين بحيث يتلاءمان تلاؤم أجزاء النوع الواحد. مثاله قول محمد بن وهيب: (¬4)
ما زال يلثمني مراشفه … ويعلّني الإبريق والقدح
حتى استردّ الليل خلعته … وبدا خلال سواده وضح
وبدا الصّباح كأن غرّته … وجه الخليفة حين يمتدح!

وأما الترديد (¬5)
فهو أن تعلق لفظة بمعنى ثم تردها بعينها، وتعلقها بمعنى آخر. وأكثر ما يستعمله المحدثون. ومنه قول أبي حية النميري (¬6)، وهو المقدم في ذلك، إذ أجمعوا أنه [16/ب] سبق إلى الإحسان جميع من تقدمه أو تأخر عنه (¬7):
¬_________
(¬1) في تحرير التحبير بعنوان: حسن الابتداءات:168.
(¬2) من أبيات ترثي أخاها (الديوان:5) وانظر روايات البيتين.
(¬3) في تحرير التحبير بعنوان: براعة التخلص.
(¬4) في النسختين: محمد بن وهب. والشاعر هو محمد بن وهيب؛ ترجم له في الأغاني 19:2 - 26 والأبيات من قصيدة له يمدح بها المأمون العباسي.
(¬5) تحرير التحبير:253.
(¬6) ترجمته في الأغاني 16:236.
(¬7) البيتان الأولان في الأغاني 16:235، وفي العقد 6:164 - 165 برواية أخرى.

الصفحة 64