كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

وأما التّجاهل (¬1)
فهو أن تسأل عن شيء تعرفه، موهما أنك لا تعرفه، وأنه مما داخلك فيه الشك، وخالجك لقوة شبه حصل بين المذكورين. مثاله (¬2):
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل … وبين النّقا آأنت أم أمّ سالم

وأما الهزل الذي يراد به الجدّ (¬3)
فهو أن تعلم لمن أتاك يفاخرك عيبا، فتعرض له إذا فاخرك بذلك العيب. مثاله: (¬4)
إذا ما تميمي أتاك مفاخرا … فقل عدّ عن ذا، كيف أكلك للضب؟!

وأما التّنبيه
فهو أن تطلق كلاما للانتقاد فيه متسع، ثم تنيطه بما [يدفع] ذلك ويدل على استقامته، مثاله:
هو الذيب، أو للذيب أوفى أمانة … وما منهما إلا أزل خؤون
وقال الآخر:
إذا ما ظمئت إلى ريقها … جعلت المدامة منه بديلا
¬_________
(¬1) تحرير التحبير:135 بعنوان تجاهل العارف.
(¬2) البيت في الخصائص 2:458 وانظر تخريجاته فيه.
(¬3) تحرير التحبير:137
(¬4) البيت لأبي نواس من قصيدة له في الهجاء «الديوان 510».

الصفحة 66