كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

وسرت ركائب لوعتي منثالة … والوجد هاد والغرام دليل
يا راحلين عن المشوق لشدّ ما … خلّفتموه وقلبه متبول
يهوى على مرّ الزّمان حديثكم … وكثيره فيكم لديه قليل
أمّا الحبيب فلا يملّ حديثه … وحديث من أبغضته مملول!
لكنني آوي (¬1) إلى حرم الذي … ما إن له في المالكين عديل
من شيّد العلياء بعد عفائها … وأنال ما قد كلّ عنه منيل
من لم يزل يرعى الإله وعقله … عند المشورة شامه وطفيل (¬2)
ملك إذا ركب المطهّم طالبا … لعداته فعدوّه مغلول (¬3)
ملك إذا ما صال يوما صولة … كادت لها شمّ الجبال تزول
سائل (¬4) عن وثباته وثباته … يوم الكريهة والذّوابل غيل
[25/أ]
تخبر بما أعيى الفوارس كلّها … وحديثه في الصالحات يطول
أجرى مياه العدل في أحكامه … وأقاد صعب الدهر فهو ذلول
قد روّض الإمحال جودا مثلما … قد شيّد العلياء وهي طلول
ملك القلوب محبّة ومهابة … ولسيفه في الدارعين صليل
ساد الملوك بنسبة سعديّة (¬5) … ففخارها أبدا له التّفضيل
وسما بها فوق السّماك وإنّه … لا يعتريه في الهياج ذهول
بعلى المعلّى جدّه سعد الرّضا … مولي النّدى، قد أفصح التّنزيل
¬_________
(¬1) في نسخة م «أو»، ولم تظهر في «ط» لطمس في رأس الصفحة.
(¬2) شامة وطفيل: جبلان مشرفان على مجنة، وهي على بريد من مكة.
(¬3) واقرأ «مفلول» بالفاء.
(¬4) في الأصلين: سائل كما أثبت؛ ولعله: سائله.
(¬5) نسبة الممدوح إلى الصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصاري.

الصفحة 90