كتاب الصداقة والصديق

قال أحمد بن أبي فنن: حدثنا عمرو بن سعيد بن سلام قال: كنت في حرس المأمون ليلة من الليالي نائباً. فبرز المأمون في بعض الليل متفقداً من حضر، فعرفته، فقال لي: من أنت؟ فقلت: عمرو - عمرك الله - بن سعيد - أسعدك الله - بن سلام - سلمك الله - فقال: أنت تكلأنا مذ الليلة. قلت يكلأك الله.
فقال المأمون:
إن أخا الهيجاء من يسعى معك ... ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا صرف زمان صدعك ... بدد شمل نفسه ليجمعك
ادفعوا إليه أربعة آلاف دينار، فوددت أن الأبيات طالت.
قيل للعتابي: إنا نراك زاهداً في استطراف الإخوان؟ قال: إني لم أحمد تالدهم.
تمثل عبد الملك بقول الشاعر:
فاستبق ودك للصديق ولا تكن ... قتباً يعض بغارب ملحاحا
واهجرهم هجر الصديق صديقه ... حتى تلاقيهم عليك شحاحا

الصفحة 50