كتاب الصداقة والصديق

أخبرنا أبو سعيد السيرافي قال أخبرنا ابن دريد، حدثنا عبد الرحمن، قال: عرض عمي الأصمعي برجل كان حاضراً فأنشد:
صديقك لا يثني عليك بطائل ... فماذا ترى فيك العدو يقول
فقال الرجل:
وحسبك من لؤم وخبث سجية ... بأنك عن عيب الصديق سؤول
شاعر:
يصافيني الكريم إذا التقينا ... ويبغضني اللئيم إذا رآني
قال ابن عائشة: جزعك في مصيبة صديقك أحسن من صبرك، وصبرك في مصيبتك أحسن من جزعك.
قال أبو جعفر المنصور: من أعطى إخوانه النصفة، وعاشرهم بجميل العشرة قوي بهم عضده، وزاد بهم جلده، وبذلوا دونه المهج، وخاضوا في رضاه اللجج.
شاعر:
بيني وبين لئام الناس معتبة ... ما تنقضي وكرام الناس إخواني
إذا لقيت لئيم القوم عنفني ... وإن لقيت كريم القوم حياني
شاعر:
وكنت إذا الصديق أراد غيظي ... وأشرقني على حنق بريقي
عفوت ذنوبه وصفحت عنه ... مخافة أن أعيش بلا صديق
قال بعض السلف:

الصفحة 51