كتاب الصداقة والصديق

استطرد لعدوك، وأبقه بإظهار الرضا عنه، والمداراة له حتى تصيب الفرصة فتأخذه على غرة.
قال طلحة بن عبد الله: أعظم لخطرك أن لا تري عدوك أنه لك عدو.
قال الحسن بن وهب: طرف الصداقة أملح من طرف العلاقة، والنفس بالصديق آنس منها بالعشيق.
شاعر:
ولقد طويتكم على علاتكم ... وعرفت ما فيكم من الأدغال
قيل لروح بن زنباع: ما معنى الصديق؟ قال: لفظ بلا معنى.
وأنشد هلال بن العلاء الرقي:
لما عفوت ولم أحقد على أحد ... أرحت نفسي من غم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته ... لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه ... كأنه قد ملا قلبي محبات
والناس داء، وداء الناس قربهم ... وفي الجفاء لهم قطع الأخوات
فلست أسلم ممن لست أعرفه ... فكيف أسلم من أهل المودات
ألقى العدو بوجه لاقطوب به ... يكاد يقطر من ماء البشاشات
وأحزم الناس من يلقى أعاديه ... في جسم حقد وثوب من مودات

الصفحة 52