كتاب الصداقة والصديق

قال الشعبي: تعايش الناس بالدين زماناً حتى ذهب الدين، ثم تعايشوا بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ثم تعايشوا بالحياء حتى ذهب الحياء، ثم تعايشوا بالرغبة والرهبة، وسيتعايشون بالجهالة زماناً طويلاً.
لسعية بن عريض اليهودي:
وإذا تصاحبهم تصاحب خانة ... ومتى تفارقهم تفارق عن قلى
إخوان صدق ما رأوك بغبطة ... فإذا افتقرت فقد هوى بك ما هوى
إن الكريم إذا أردت وصاله ... لم يلف حبلي واهناً رث القوى
أرعى أمانته وأحفظ عهده ... جهدي فيأتي بعد ذلك ما أتى
يجزيك أو يثني عليك وإن من ... أثنى عليك بما فعلت كمن جزى
قرع رجل باب بعض السلف في ليل فقال لجاريته: أبصري من القارع؟ فأتت الباب فقالت: من ذا؟ قال: أنا صديق مولاك، فقال الرجل: قولي له: والله إنك لصديق، فقالت له ذلك فقال: والله إني لصديق، فنهض الرجل وبيده سيف، وكيس، يسوق جارية، وفتح الباب وقال: ما شأنك؟ قال: راعني أمر، قال: لابك، ما ساءك، فإني قد قسمت أمرك بين نائبة فهذا المال، وبين عدو فهذا السيف، أو أيمة فهذه الجارية؟! فقال: الرجل: لله بلادك ما رأيت مثلك.

الصفحة 53