كتاب الصداقة والصديق

قال معاوية: المودة بين السلف ميراث بين الخلف.
قال أبو العتاهية: قلت لعلي بن الهيثم: ما يجب للصديق؟ قال: ثلاث خلال: كتمان حديث الخلوة، والمواساة عند الشدة، وإقالة العثرة.
قال عبد الملك بن صالح: مشاهدة الإخوان أحسن من إقبال الزمان، وألذ من نيل الأمان، وأحلى من رضا السلطان.
وقال بزرجمهر: الإخوان كالسلاح، فمنهم من يجب ان يكون كالرمح يطعن به من بعيد، ومنهم كالسهم يرمى به ولا يعود إليك، ومنهم كالسيف الذي لا ينبغي أن يفارقك.
شاعر:
وأبثثت عمراً بعض ما في جوانحي ... وجرعته من مر ما أتجرع
ولابد من شكوى إلى ذي حفيظة ... إذا جعلت أسرار نفس تطلع
وسمعت أبا عثمان أحد الخالديين يحكي أن عياراً سمع رجلاً يقول: إذا عز أخحوك فهن، فقال للقائل: أخطأت، إذا عز أخوك فأهن شأنه وأنا أقول: لو كان هذا الحكم من رجل نبيه له في الحكمة قدم، وفي الفضل قدم، لتأوله متأول على وجه بعيد أو قريب، ولكنه روى عن عيار، وهذا الرهط ليس لأحد فيهم أسوة، ولا هم لأحد قدوة، لغلبة الباطل عليهم، وبعد الحق عنهم، ولأن الدين لا يلتاط بهم، والفتوة التي يدعونها بالاسم لا يحلون بها في الحقيقة، وكيف تصح الفتوة إذا خالفها الدين، وكيف يستقر الدين إذا فارقته الفتوة، الدين تكاليف من الله تعالى، والفتوة

الصفحة 64