كتاب الصداقة والصديق

وصلتكم جهدي وزدت على جهدي ... فلم أر فيكم من يدوم على العهد
تأنيتكم جهد الصديق لتقصدوا ... وتأبون إلا أن تحيدوا عن القصد
فإن أمس فيكم زاهداً بعد رغبة ... فبعد اختبار كان في وصلكم زهدي
إذا خنتم بالغيب عهدي فما لكم ... تدلون إدلال المقيم على العهد
صلوا وافعلوا فعل المدل بوصله ... وإلا فصدوا وافعلوا فعل ذي الضد
فكم من نذير كان لي قبل فيكم ... وها أنا ذا فيكم نذيراً لمن بعدي
تعزوا بيأس عن هواي فإنني ... إذا انصرفت نفسي فهيهات من رد
أرى الغدر ضداً للوفاء وإنني ... لأعلم أن الضد ينبو عن الضد
قال لقمان: من يصحب صاحب الصلاح يسلم، ومن يصحب صاحب السوء لا يسلم.
وقال أيضاً: جالس العلماء، وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء.
قال الفضيل بن عياض: قال لي ابن المبارك: ما أعياني شيء كما أعياني أني لا أجد أخاً في الله قال: فقلت له: لا يهيدنك هذا فقد خبثت السرائر، وتنكرت الظواهر، وفني ميراث النبوة، وفقد ما كان عليه أهل الفتوة.
قال بكر بن عبد الله المزني: إذا انقطع شسع نعل صاحبك فلم تقف

الصفحة 67