كتاب الوافي في شرح الشاطبية

الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ، فقد اتفق القراء على الرفع فيها، وفي مريم في كُنْ فَيَكُونُ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي، وفي
الطول وهي غافر في كُنْ فَيَكُونُ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ. وقوله: (وهو باللفظ أعملا) توجيه لقراءة ابن عامر بالنصب، فوجهه أنه منصوب بعد فاء السببية في جواب الأمر وهو كُنْ* وهذا الفعل وهو كُنْ* ليس أمرا حقيقة؛ لأن المعنى أن الله تعالى إذا أراد شيئا ما تحقق، ولا يحول دون تحققه حائل ولكن لما كان على صورة الأمر ولفظه لفظ الأمر أجري مجرى الأمر الحقيقى، فنصب المضارع في جوابه، وقرأ ابن عامر والكسائي كُنْ فَيَكُونُ (40) وَالَّذِينَ هاجَرُوا في سورة النحل. كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحانَ الَّذِي في سورة يس، بنصب النون في فَيَكُونُ أيضا عطفا على الفعل المنصوب قبله، وهو نَقُولَ وهذا معنى قوله (بالعطف نصبه). ومعنى (انقاد) معناه: يعملا سهل النصب وظهر وجهه في هذين الموضعين لعطفه على قبله حال كونه في سهولته مشبها يعملا، وهو الجمل القوى في السير المطبوع على العمل.
479 - وتسأل ضمّوا التّاء واللّام حرّكوا ... برفع خلودا وهو من بعد نفي لا
قرأ السبعة إلا نافعا وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ بضم التاء وتحريك اللام بالرفع وعلى هذه القراءة تكون لا التي قبل تسأل نافية، فتكون قراءة نافع بفتح التاء؛ لأنه ضد الضم، وبسكون اللام؛ لأنه ضد التحريك، وعلى هذه القراءة تكون لا ناهية؛ لأن النهى ضد النفي.
480 - وفيها وفي نصّ النّساء ثلاثة ... أواخر إبراهام لاح وجمّلا
481 - ومع آخر الأنعام حرفا براءة ... أخيرا وتحت الرّعد حرف تنزّلا
482 - وفي مريم والنّحل خمسة أحرف ... وآخر ما في العنكبوت منزّلا
483 - وفي النّجم والشّورى وفي الذّاريات وال ... حديد ويروي في امتحانه الاوّلا
484 - ووجهان فيه لابن ذكوان هاهنا ... وو اتّخذوا بالفتح عمّ وأوغلا

الصفحة 209