كتاب الوافي في شرح الشاطبية

قرأ البزيّ بتشديد التاء وصلا في الفعل المضارع في أحد وثلاثين موضعا باتفاق، وموضعين باختلاف وهي: وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ في البقرة، إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ في النساء، وَلا تَفَرَّقُوا في آل عمران، فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ في الأنعام، وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ في العقود- المائدة-، فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ* بالأعراف والشعراء، تَلْقَفْ ما صَنَعُوا بطه، ما تنزل الملائكة بالحجر، [تصوير]
عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ كلاهما بالشعراء، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ في القدر، ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ في الصافات، ناراً تَلَظَّى في الليل، إِذْ تَلَقَّوْنَهُ في النور، لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ في هود، وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ في هود، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ في النور، وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ في الممتحنة، وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ، وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا في الأنفال وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى، وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ كلاهما في الأحزاب، قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا في التوبة، تَكادُ تَمَيَّزُ بالملك، إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ بالقلم، فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى في عبس، وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا في الحجرات، وفيها وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ، وَلا تَجَسَّسُوا وهذان الحرفان واقعان في السورة قبل لِتَعارَفُوا وكل منهما وقع بعد كلمة وَلا. وهذه آخر الكلمات المعدودة الإحدى والثلاثين المشددة للبزيّ باتفاق الناقلين عنه.
وأما الموضعان المختلف عنه فيهما فهما: وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ بآل عمران، فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ في الواقعة. ولكن الذي حققه أهل العلم أن تشديد التاء في هذين الموضعين عن البزي ليس من طريق الحرز ولا التيسير، فينبغي الاقتصار له فيهما على التخفيف كالجماعة. وقرأ غير البزيّ بالتخفيف في جميع ما تقدم والتخفيف حذف إحدى التاءين، فتصير تاء واحدة خفيفة ولا خلاف بين القراء أن الابتداء لا يكون إلا بالتخفيف لا فرق في ذلك بين البزيّ وغيره أى بتاء واحدة.
تنبيهات:
الأول: أراد الناظم من قوله: (شدد تيمّموا) هذا اللفظ بعينه؛ فخرج فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً* فلا تشديد فيه لأحد.
الثاني: خص لفظ (توفّي) في النساء في إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ فخرج نحو الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ* فلا تشديد فيه.

الصفحة 225