كتاب الوافي في شرح الشاطبية

قرأ ابن عامر الشامي: بالغدوة والعشى هنا، وفي الكهف بضم الغين وسكون الدال وبواو مفتوحة مكان الألف كما لفظ به، فتكون قراءة الباقين بفتح الغين والدال وألف بعدها، ويؤخذ فتح الغين من الضد وفتح الدال من ضرورة مجانسة الحركة التي قبل الألف، فيتعين أن تكون فتحة. ومعنى قوله: (وصلا) أن الشامي أتبع موضع الكهف بموضع الأنعام فقرأه مثل قراءته.
641 - وإنّ بفتح عمّ نصرا وبعدكم ... نما يستبين صحبة ذكّروا ولا
642 - سبيل برفع خذ ويقض بضمّ سا ... كن مع ضمّ الكسر شدّد وأهملا
643 - نعم دون إلباس وذكّر مضجعا ... توفّاه واستهواه حمزة منسلا
قرأ نافع وابن عامر وعاصم: أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ. بفتح همزة أَنَّهُ فتكون قراءة الباقين بكسرها. وقرأ ابن عامر وعاصم بفتح همزة فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وهو المراد بقوله: (بعد) فتكون قراءة غيرهما بكسرها. فيتحصل: أن عاصما وابن عامر يقرءان بفتح الهمزة في الموضعين، وأنّ نافعا يقرأ بفتح الهمزة في الموضع الأول، وبكسرها في الموضع الثاني، وأن الباقين يقرءون بكسرها في الموضعين وقرأ شعبة وحمزة والكسائي ولتستبين بياء التذكير؛ فتكون قراءة غيرهم بتاء التأنيث وقرأ السبعة ما عدا نافعا
سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ برفع اللام فتكون قراءة نافع بنصبها.
والخلاصة: أن شعبة وحمزة والكسائي يقرءون وليستبين سبيل المجرمين بالتذكير والرفع وأن ابن كثير وأبا عمرو وابن عامر وحفصا يقرءون بالتأنيث والرفع وأن نافعا يقرأ بتاء الخطاب في وَلِتَسْتَبِينَ ونصب اللام في سَبِيلُ. وقرأ عاصم وابن كثير ونافع يَقُصُّ الْحَقَّ بضم سكون القاف وضم كسر الضاد مع تشديدها وإهمال نقطها فتكون صادا فتصير يَقُصُّ الْحَقَّ من القصص فتكون قراءة الباقين بسكون القاف وكسر الضاد المعجمة المنقوطة وتخفيفها كما نطق به ويقفون بحذف الياء اتباعا للرسم. وقرأ حمزة: توفاته رسلنا، كالّذى استهوته الشّياطين بالتذكير أي بالإتيان بألف بعد الفاء في تَوَفَّتْهُ وبعد الواو في اسْتَهْوَتْهُ مكان تاء التأنيث فيهما مع إضجاع
هذه الألف أي إمالتها إمالة كبرى.

الصفحة 258