كتاب الوافي في شرح الشاطبية

أحرفها كلها لا الحرف الأول منها.
ومعنى البيتين: أفزع حسن قراءة القارئ وجودتها قلب المذنب المنهمك في الآفات فألقى ما في باطنه من الأخلاق الذميمة واستبدل بها غيرها، وهكذا جرى شرط قراءة من كان ضارعا خاشعا أن يظهر كثير العطاء واسع الفيض، وأن ييسر من سمع قراءته لليسرى وكذلك حفظ هذا القارئ طهارة دين أتم ذلك الدين، (ظل) أي إرشاد شيخ ذي ثناء أخذ صفوة وعاء الزهد حال كون هذا الشيخ في جملة أشراف أبناء أشراف.
المعنى: كمّل طهارة دين هذا القارئ ونظافة؛ باطنه شيخه المستحق للثناء الذي حصل على خلاصة الزهد واتصف بالحسب الشريف، وفي هذا إيماء إلى الحديث: «أشراف أمتي حملة القرآن» [رواه البيهقي والطبراني].
1151 - وغنّة تنوين ونون وميم ان ... سكنّ ولا إظهار في الأنف يجتلى
المعنى: أن مخرج غنة التنوين والنون والميم في الأنف إن كن ساكنات ولم يكنّ
مظهرات بل كنّ مدغمات أو مخفيات فإذا كانت هذه الأحرف متحركة أو كانت ساكنة مظهرة؛ فإن مخرج التنوين والنون منها طرف اللسان، ومخرج الميم الشفتان، والتنوين وإن كان نونا ساكنة ولكن لما تميز بعدم إثباته خطّا ووقفا أفرد بالذكر.
1152 - وجهر ورخو وانفتاح صفاتها ... ومستفل فاجمع بالاضداد أشملا
1153 - فمهموسها عشر (حثت كشف شخصه) ... (أجدّت كقطب) للشّديدة مثّلا
1154 - وما بين رخو الشّديدة (عمر نل) ... و (واي) حروف المدّ والرّخو كمّلا
1155 - و (قظ خصّ ضغط) سبع علو ومطبق ... هو الضّاد والطّا أعجما وإن اهملا
المعنى: صفات الحروف: الجهر. وضده الهمس، والرخاوة وضدها الشدة، والانفتاح وضده الاطباق، والاستقبال وضده الاستعلاء. وحروف الجهر تسعة عشر حرفا: وهي ما عدا حروف الهمس العشرة المجموعة في قوله (حثت كسف شخصه) وحروف الشدة ثمانية وهي المجموعة في قوله (أجدت كقطب) وما عداها فهي حروف رخوة إلا أن الحروف

الصفحة 391