كتاب فهرسة اللبلي

التَّشْبِيه مَعَ مُلَازمَة الْكتاب وَالسّنة قَوْلهم جعل من جُمْلَتهمْ وعد من حسابهم بِمَشِيئَة الله تَعَالَى وإذنه أعاننا الله على ذَلِك بمنه وَختم لنا بالسعادة وَالشَّهَادَة بجوده وليعلم الْمنصف من أَصْحَابنَا صنع الله تَعَالَى فِي تَقْدِيم هَذَا الأَصْل الشريف لما ذخره لِعِبَادِهِ من هَذَا الْفَرْع المنيف الَّذِي أَحْيَا بِهِ السّنة وأمات بِهِ الْبِدْعَة وَجعله خلف حق لسلف صدق
قَالَ الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس رَضِي الله عَنهُ وَمِمَّا يدل أَيْضا على شرف أَصله وَالْإِشَارَة إِلَى مَا يظْهر من علمه وَكبر مَحَله حَدِيث الْأَعْمَش عَن جَامع بن شَدَّاد عَن صَفْوَان بن مُحرز عَن عمرَان بن حُصَيْن رَضِي الله عَنهُ قَالَ أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعقلت نَاقَتي بِالْبَابِ ثمَّ دخلت فَأَتَاهُ نفر من بني تَمِيم فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بني تَمِيم قَالُوا فبشرتنا فَأَعْطِنَا فجَاء نفر من أهل الْيمن فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أهل الْيمن إِذْ لم يقبلهَا إخْوَانكُمْ من بني تَمِيم قَالُوا قبلنَا يَا رَسُول الله أَتَيْنَاك لنتفقه فِي الدّين ونسألك عَن أول هَذَا الْأَمر كَيفَ كَانَ قَالَ كَانَ الله وَلم يكن شَيْء غَيره وَكَانَ عَرْشه على المَاء ثمَّ كتب فِي الذّكر كل شَيْء ثمَّ خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض قَالَ ثمَّ أَتَانِي رجل فَقَالَ أدْرك نَاقَتك قد ذهبت فَخرجت فَوَجَدتهَا يَنْقَطِع دونهَا السراب وأيم الله لَوَدِدْت أَنِّي كنت تركتهَا قَالَ الإِمَام الْحَافِظ

الصفحة 101