كتاب فهرسة اللبلي

مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد السماكي قَالَ حكى لي وَاحِد من أهل الْعلم والتصوف عَن القَاضِي أبي بكر ابْن الباقلاني رَحمَه الله قَالَ كنت أَنا والأستاذ أَبُو إِسْحَاق الإسفرايني والأستاذ ابْن فورك رحمهمَا الله مَعًا فِي درس الشَّيْخ أبي الْحسن الْبَاهِلِيّ تلميذ الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ
قَالَ القَاضِي أَبُو بكر كَانَ الشَّيْخ الْبَاهِلِيّ يدرس لنا فِي كل جُمُعَة مرّة وَاحِدَة وَكَانَ منا فِي حجاب يُرْخِي السّتْر بَيْننَا وَبَينه كي لَا نرَاهُ قَالَ وَكَانَ من شدَّة اشْتِغَاله بِاللَّه تَعَالَى مثل واله أَو مَجْنُون لم يكن يعرف مِقْدَار درسنا حَتَّى نذكرهُ ذَلِك قَالَ وَكُنَّا نسْأَل عَن سَبَب النقاب وإرسال الْحجاب بَينه وَبَين هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة كاحتجابه عَن الْكل فَأجَاب بِأَنَّهُم يرَوْنَ السوقة وهم أهل الْغَفْلَة فيروني بِالْعينِ الَّتِي يرونهم قَالَ وَكَانَت لَهُ جَارِيَة تخدمه وَكَانَ حَالهَا أَيْضا كَحال غَيرهَا مَعَه من الْحجاب بإرخاء السّتْر
قَالَ أَبُو المظفر وَسمعت جدي يَقُول سَمِعت سُفْيَان الْمُتَكَلّم الصُّوفِي رَحمَه الله يَقُول سَمِعت أَحْمد

الصفحة 71