كتاب فهرسة اللبلي

الْأَئِمَّة وَشرع الْأمة بتأليف تَالِف وَهُوَ على قلَّة مِقْدَاره وَكَثْرَة عواره ينْسب أَئِمَّة الْحَقَائِق وأحبار الْأمة وبحور الْعُلُوم إِلَى التلبيس والمراوغة والتدليس وَهَذَا الرزل الخسيس أَحْقَر من أَن يكترث بِهِ ذُو لب وَلَا يُغير الْبَحْر الخضم ولغة كلب
(مَا يضر الْبَحْر أَمْسَى زاخرا ... أَن رمى فِيهِ غُلَام بِحجر)
ففما ذكر هَذَا المائق الحايد لجهله عَن الْحَقَائِق قَالَ إِن من مَذْهَب الأشعرية أَن النبوءة عرض من الْأَعْرَاض وَالْعرض لَا يبْقى زمانين وَإِذا مَاتَ النَّبِي زَالَت نبوءته وانقطعت دَعوته وَهَذَا من جملَة حكاياته الكاذبة وتقولاته المستبعدة الْبَارِدَة فَقَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ أَبُو الْمَعَالِي عبد الْملك بن الإِمَام أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ رَضِي الله عَنْهُمَا فِي رد هَذَا المتخرص على الْأَئِمَّة رضوَان الله عَلَيْهِم مَا كنت أَظن أَن هَذَا الْجَاهِل يبلغ بحمقه وخرقه هَذَا الْمبلغ وَهَذَا الَّذِي حَكَاهُ لم يقل بِهِ قَائِل وَلم يَنْقُلهُ قبله ناقل وَلَو سُئِلَ هَذَا الأحمق عَن النبوءة وحقيقتها وَمَعْنَاهَا لتلبد فِي غيه وَتردد فِي عيه وَلم يتَمَسَّك إِلَّا بدهش الْحيرَة كَمَا نسب إِلَيْهَا غَيره فَلَيْسَتْ النبوءة عرضا من الْأَعْرَاض بِاتِّفَاق من الْمُحَقِّقين وإطباق من المحصلين ثمَّ شرع فِي الِاسْتِدْلَال على أَن النبوءة لَيست عرضا ثمَّ قَالَ بعد

الصفحة 81