كتاب فهرسة اللبلي

يعْقد الْمجْلس وَيَدْعُو للحاضرين والغائبين من أَعْيَان الْبَلَد وأئمتهم فَقيل لَهُ قد نسيت ابْن فورك وَلم تدع لَهُ فَقَالَ أَبُو عَليّ كَيفَ أَدْعُو لَهُ وَكنت أقسم على الله تَعَالَى البارحة بأيمانه أَن يشفي غلتي وَكَانَ بِهِ وجع الْبَطن تِلْكَ اللَّيْلَة
قَالَ مُحدث الشَّام ابْن عَسَاكِر عَن عبد الْغفار الْفَارِسِي مُحَمَّد بن الْحسن بن فورك أَبُو بكر بلغ من تصانيفه فِي أصُول الدّين وأصول الْفِقْه ومعاني الْقُرْآن قَرِيبا من الْمِائَة توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ قد دعِي إِلَى غزنة وَجَرت لَهُ بهَا مناظرات وَكَانَ شَدِيد الرَّد على أَصْحَاب أبي عبد الله يَعْنِي أَحْمد بن حَنْبَل وَلما عَاد من غزنة سم فِي الطَّرِيق وَمضى إِلَى رَحْمَة الله وَنقل إِلَى نيسابور وَدفن بِالْحيرَةِ ومشهده الْيَوْم ظَاهر يستشفى بِهِ وَيُجَاب الدُّعَاء عِنْده
قَالَ الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس رَضِي الله عَنهُ فَهَذَا كَلَام الْأَئِمَّة الثِّقَات الْأَثْبَات فِيهِ وَفِي سَبَب مَوته وَمَا ذَكرُوهُ فبعض مناقبه لَا مَا ذكره ابْن حزم فَإِنَّهُ قدح لَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَكذب لَا يعرج عَلَيْهِ وَقد ذكره أَيْضا إِمَام الْحَرَمَيْنِ الأماخم أَبُو الْمَعَالِي عبد الْملك بن الإِمَام أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ فِي بعض مصنفاته فَقَالَ الإِمَام ركن الْإِسْلَام أَبُو بكر بن فورك مِمَّن يفتخر بِهِ الْأَنَام ويتزين بِهِ أهل الْإِسْلَام وَقد تلفع من جلابيب الْمَعَالِي

الصفحة 95