كتاب المنمق في أخبار قريش

فيهم بعد على لسان النبي صلى الله عليه
حديث بغي بني السباق على اهل مكة
قال أبو محمد المرهبي عن شيخ من أهل مكة من بني جمح عن أشياخه قال: كان أول من/ أهلكه الله بمكة من قريش بنو السباق بن عبد الدار، فلما طال بغيهم سمعوا صوتا في جوف الليل على أبي قبيس [1] وهو يقول:
(البسيط)
أنظر إليك بني السباق إنهم ... عما قليل بلا عين ولا أثر [2]
هذي [3] إياد وكانوا أهل مأثرة ... فأهلكت إذ بغت ظلما على مضر
فمكثوا سنة ثم هلكوا، فلم يبق منهم عين ولا أثر إلا رجل واحد [4] بالشام له عقب
حديث خضاب عبد المطلب بالوسمة [5]
ذكر الكلبي أن أول من خضب بالوسمة من أهل مكة عبد المطلب وذلك أنه قدم اليمن ونزل عل بعض ملوكها فنظر إلى شيبه فقال:
يا عبد المطلب! هل لك في تغيير [6] هذا البياض فتعود شابا؟ قال: ذلك إليك، فخضبه بالحناء ثم علاه بالوسمة، فلما أراد الانصراف زوّده منه شيئا كثيرا، فلما أقبل ودنا من مكة اختضب ودخل مكة وكأن رأسه ولحيته حنك [7]
__________
[1] قبيس كزبير، وأبو قبيس جبل بمكة.
[2] هكذا في الأصل، ويجب «انظر إليكم» مكان «إليك» و «إنكم» مكان «إنهم» (مدير) .
[3] في الأصل: هاذي.
[4] في الأصل: رجلا واحدا.
[5] الوسمة كرحمة وفرحة: ورق النيل أو نبات يختضب بورقه. [وذكر هذا الحديث في طبقات ابن سعد 1/ 86 و 87 وأنساب الأشراف ج 1 ص 65- مدير] .
[6] في الأصل: تغير.
[7] يقال: أسود من حنك الغراب (متحركا) أي من منقارة أو سواده، جمعه أحناك، وفي طبقات ابن سعد 1/ 86: حلك الغراب، والحلك: شدة السواد.

الصفحة 112